اكد د.ياسر طنطاوى رئيس الاتحاد النوعى للإعلاميين على ضرورة توعية وتثقيف المجتمع بشكل ايجابى لمواجهة الافكار الارهابية من خلال مبادرة شارك التى قام المجلس العربى للإعلام الإلكترونى باطلاقها بالتعاون مع وزارة الشباب ، ولن يتحقق ذلك الا بتوعية وتثقيف المجتمع ، وهو الامر الذى لا يمكن ان يتم فى ظل الأعمال التليفزيونية والسينمائية التى تؤدى دوراً عكسياً ودوراً سلبياً لا يمت إلى الأعمال الفنية او الابداع الفنى بصلة ، حيث انها تنشر صور العنف والبلطجة بشكل بعيداً عن طبيعة المجتمع المصرى ، الامر الذى يسىء اولاً لشكل المجتمع المصرى خارجياً وفى ذات الوقت يؤدى إلى تدمير سلوكيات واخلاقيات الشباب داخلياً .

وطالب د.ياسر طنطاوى بضرورة فتح المجال لمؤلفين لديهم القدرة على العطاء الادبى ، فتح المجال لنقاد فنيين لديهم الصراحة والوضوح والقدرة على النقد الحقيقى ، بالاضافة إلى ضرورة توعية الاجهزة الرقابية الفنية عبر دورات تدريبية حقيقية تمكنهم من التركيز على الابداع الفنى الحقيقى ذات المضمون المميز والذى نحتاج له فى هذا الوقت بالذات لبناء الشخصية والهوية المصرية وبث ثقافة الانتماء وحب العمل ، فالدولة تحتاج لكافة الجهود المميزة فى كافة المجالات وخاصة المجالات الفنية لبناء جيل حقيقى قادر على القيادة .

واشاد د.ياسر طنطاوى بما صرح به الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، بأن القيم والأخلاق والنموذج التى تقدمها المسلسلات للشباب والنشء هى قيم سيئة، وأولها قيم الفهلوة والبلطجة والسلوك السيئ من تدخين وخمور وزنا وعنف وتفسخ اجتماعى وعلاقات اجتماعية فاسدة، وأردف الدكتور جابر نصار: "فى الآثار المدمرة لهذا الفن الملوث بالبلطجة والعنف والكراهية وكل المساوئ على الشباب والأطفال وعلى مستقبل هذا الوطن، والمخاطر التى تحيط بهذا الوطن كثيرة والتحديات جسام وأرى إننا جميعًا لم نأخذها بعد مأخذ الجد"، مستنكرًا كمية الأموال التى تتداول فى صناعة هذه المسلسلات التافهة وفى تسويقها والتى تتعدى بضعة مليارات من الجنيهات، قائلاً: "ألم يكن من الأولى أن توجه إلى عمليات إنتاج حقيقية وخلق فرص عمل للأجيال الشابة التى ضاقت بهم فرص العمل فأصبحوا عاطلين، ألم يكن من الأجدى إقامة مصانع أو جامعات أو مشروعات منتجة إنتاجًا مفيدًا ونافعًا الوطن والشعب". وأضاف نصار، أن دور الدولة غائب وترك الأمر سداح مداح دون ضوابط أو متابعة حتى بات تشكيل عقول أبنائها وشبابها نهبًا لهذه الأفكار المريضة، التى تؤدى إلى انتشار الجريمة التى تتحمل هى فواتيرها فى النهاية وما واقعة الفيوم عنا ببعيد، متسائلاً: عن دور النقد الفنى الحقيقى فى كشف وتعرية هذا الفن الهابط والمدمر للقيم والوطن، ودور علماء النفس والاجتماع والأخلاق ما يحدث، قائلا: "علينا جميعا أن نستيقظ، أن نرفض هذا العبث، أن نقاوم هذا الانهيار من أجل مستقبل هذا الوطن، ومن أجل مستقبل أبنائنا، سلمت مصر، وسلم المصريون، نأمل فى رمضان قادم بدون مسلسلات".

كما اكد د.ياسر طنطاوى إنشاء لجنة متخصصة تابعة لإتحاد الإعلاميين مكونة من نقاد وادباء وفنانيين ومخرجين ومؤلفين ومستشاريين قانونيين مهمتها هى تقييم هذه الاعمال وتحليلها جيداً لدراسة مدى تأثيرها السلبى على المجتمع وسيتم وضع خطوات تصعيدية لمواجهة مثل هذه الاعمال المدمرة للشباب ولأجيال المستقبل .