تستطيع المؤسسات العقابية بأساليب كثيرة أن تظهر النبتة الطيبة لدى الإنسان بل وتخرج أجمل ما فيه ليعبر عن مشاعره حتى وإن كانت حبيسة بين الجدران ، في أعمال فنية راقية ، هذا ما أثبته كتاب جديد أصدرته المندوبية العامة لإدارة السجون في المملكة المغربية تحت عنوان "الفنون من داخل السجون، إبداع وتهييئ للإدماج"، والذي يضم أكثر من 200 عمل فني أنجزه نزلاء السجون في المغرب.
ويتوزع الكتاب، الذي صدر باللغتين العربية والفرنسية، على أربعة أقسام خصص القسم الأول منها للجانب النظري عن الفن وأهدافه وأساليبه المختلفة ، فيما تقترن الأقسام الثلاثة الأخيرة، مع تفرعاتها، بالجزء الأول عمليا و الذي يبدو فيه أن هذا العمل يسلكه منذ لحظة استخدام حركة الرسم للتعبير عن الألم والتخلص من الإحباط والمعاناة، والعبور إلى إعادة بناء الذات بدءا من التعبير الصادق عن حاله المعاناة، ثم الفعل الإبداعي، فالتخلص من الشعور بالذنب لينطلق السجين المبدع إلى العالم المشرق المجسد للبراءة المتأصلة.
ويتوقف الفنانون السجناء، في هذا العمل، عبر لوحاتهم، وبتعبير فني راق عند تجربة السجن، بأوقاتها العصيبة ولكن أيضا بمشاعرها الجياشة، وحياتهم قبل الاعتقال وحياتهم بعده.