الخميس 18 أبريل 2024 - 11:06 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

مليون ونصف راكب يعانون الاهمال والزحام والتاخير فى سكك حديد مصر

الاثنين 20 مارس 2017 09:08:00 صباحاً

 

كتب: شعبان السيد
تعدسكك حديد مصر ، من أقدم خطوط السكك الحديدية فى العالم ،وكان يضرب بها المثل فى الدقة والانتظام فى المواعيد لسنوات طويلة ،وأشاد العالم قديماً برقيها وتقدمها ، ولكن منذ سنوات قليلة طالتها يد الاهمال ولحقتها يد الفساد المتمكن فى جذور هذه الدولة ،لتصبح كما هى عليه الآن .
تأسست سكك حديد مصر عام 1853،ويبلغ طول الشبكة الحديدية 1900 كيلو متر ،ويعمل بها اكثر من 86 الف عامل وموظف وفنى ومهندس ،فيما تبلغ عدد المحطات التابعة لها 705 محطة ،من بينها 20 محطة رئيسية ،ويبلغ عدد الكبارى والانفاق التابعة لها 885 كوبرى ونفق ، وتمتلك عدداً لا بأس به من الورش على مساحات هائلة .
وبدلاً من كون هذا الكم الهائل من الممتلكات دافعاً للتطوير ، وتحفيزاً على تقديم خدمات أكثر راحة للمواطنين ، كان ذلك عوناً على الاهمال والتفريط فى تلك الممتلكات .
ولكون القطار وسيلة المواصلات الارخص ، والاكثر أماناً من غيرها ، وفى ظل غلاء أسعار وسائل المواصلات الأخرى ، فقد حظت سكك حديد مصر بعدد غفير من المسافرين يومياً ،حيث تنقل شبكة الخطوط الحديدية نحو مليون ونصف المليون من الركاب يومياً ، ونتيجة للاهمال والتفريط الذى لحق مؤخراً بسكك حديد مصر ،تحولت رحلات المسافرين إلى معاناة بكل ما تحملة الكلمة من معنى .
معاناة حقيقية وعذاب يزداد ألمه يوماً بعد يوم نسرده على لسان المسافرين ،فى السطور التالية .
فى البداية يروى حسن أحمد "موظف" ، معاناته مع القطار فيقول : تبدأ رحلة العذاب كل صباح حيث أذهب مبكراً إلى محطة قطار بنى سويف ،وأظل فى انتظار القطار الذى عادةً ما يأتى متأخراً ،وكما هو المألوف وعند قدوم القطار لا يفلح فى الركوب إلا من كان قوى البنية وعبر بقولة ( الركوب للأقوى) ، ثم تبدأ بعد ذلك رحلة البحث عن موضعاً لقدمى فقط وليس كرسى للجلوس ،وأظل متشبثاً لقرابة الثلاث ساعات ،التى عادةً لا تخلو من المشادات بين الركاب والباعة الجائلين داخل عربات القطار ،وأضاف حسن أحمد أنه مضطراً لتحمل هذه المعاناة نظراً لغلاء أجرة الميكروباص والتى تصل لخمس وعشرون جنيهاً .
فيما أضاف سيد عوض "محامى " أن القطارات فى حاجة ملحة لذيادتها ،فهى الآن لا تتحمل هذا العدد الهائل من الركاب ، ولكن الزحام الشديد داخل عربات القطار يجعل العديد من السيدات وأصحاب الاحتياجات الخاصة ، يلجئون إلى الخضوع لسطوة سائقى الميكروباص ،والذين لا يتورعون عن ذيادة الاجرة ،وتحميل عدد اكبر من الركاب .
ويرى كريم مدحت "عامل " أنه لابد من التطوير الفعلى للقطارات ،حيث اننا نرى ونسمع عن هذا التطوير والاصلاح فقط فى وسائل الاعلام المختلفة ،ولكنها فى الحقيقة شىء من العبث .
ويشاركه الرأى ناصر سعيد ، محاسب ، موضحاً أن جميع القطارات بحالة سيئة جداً ،وكذلك جميع المقاعد المتهالكة التى تتسبب فى تمزيق ملابس الركاب ، ويطرح سؤلاً على المسؤلين ويطالبهم بالاجابة عنه ،حيث يقول ،أين تذهب أموال التطوير والاصلاحات التى نسمع عنها كل يوم من قبل المسؤولين ، فالكارثة أن تكون هذه التصريحات مجرد كلمات ، ولكن الكارثة الاكبر أن يكون هناك إصلاحات ولكنها مجرد إهدار للمال العام .
ويشير ياسر محمد إلى رحلة العذاب التى يعيشها من يستقلون القطار لمسافات طويلة ، موضحاً أنه يستقل القطار مرتين أسبوعياً ، من القاهرة إلى سوهاج ، وفى كل مرة ،أخوض حرباً بمعنى الكلمة ،تبدأ بالتدافع الشديد على أبواب عربات القطار ،للدخول أولاً ،ومن ثم السباق نحو المقاعد الفارغة ، ثم الزحام الشديد داخل العربات بالاضافة للوقوف المتكرر للقطار فى غير المحطات الحددة للوقوف بها ، وكذلك حالة القطار السيئة من الداخل ،والمقاعد المتهالكة ،وكذلك دورات المياة داخل العربات التى باتت بحالة لا توصف ، فنضطر إلى الصبر على عدم قضاء الحاجة لأكثر من ثمان ساعات ، ولا ننسى القنابل الموقوتة داخل العربات ، والمتمثلة فى الباعة الجائلين ،والذين يلقون ببضائعهم على أقدامنا ،وإذا سقطت ولم تتناولها أو اعترضت فسوف تسمع أبشع الالفاظ .
وفى النهاية لن تكفى أى مساحة لسرد المعاناة التى يعانيها المواطنين كل يوم ، ولكنهم مضطرون لارتياد القطار وتحمل هذه المعاناة ،وذلك لعدم وجود البديل .