الخميس 28 مارس 2024 - 03:12 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

الكاتب الراحل العقيد جلال عامر فيلسوف المعركة الساخر

الثلاثاء 13 فبراير 2018 11:37:00 صباحاً

كتب / سامح طلعت

شارك العقيد جلال عامر فى 3 حروب تاريخية وهى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وحرب تحرير الكويت، ولكن تعد ذكريات حرب أكتوبر الأكثر قربا لقلبه وقلمه، حيث كان قائدا لسرية بالفرقة 18 مشاة وقال عن حرب أكتوبر: «رغم أننى سكندرى أصيل مولود على بحر الأنفوشى، فإننى لم أعبر القنال سباحة أو فى قارب، لكن فى معدية على المعبر لأجد محمود مختار شقيق حسن مختار، حارس مرمى الإسماعيلى، وقتها وزوج السيدة رجاء الجداوى يقبل الأرض ويغنى (أدينا عدينا) واحتضننى، بينما تقذف الفانتوم علينا قنابل البلى ليصاب وأنجو، فالبلى صديقى منذ أيام الطفولة، ثم تأتى قنبلة باحثة عن الأفراد (مثل مخبرى المباحث) ليصاب عبدالمسيح ورفعت وتختلط دماؤهما ونطلب لأحدهما جماعة دفن الموتى وللآخر جماعة الإسعاف دون أن يقول أحد (إشمعنى!).. فقد كان الهلال مع الصليب ضد النجمة». الفرقة 18 مشاة التى قامت بتحرير مدينة القنطرة شرق بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالى يوم الاثنين 8 أكتوبر وتعد واحدة من أشهر وأهم معارك حرب أكتوبر حيث حاصرتها الفرقة داخليا وخارجيا ثم اقتحمتها، وهى الخطة التى كان سبق ورفضها المشير احمد اسماعيل حيث طلب من فؤاد عزيز أن يكون الهجوم بالالتفاف إلا أن عزيز كان قد درب رجاله على الاقتحام وهو ما نجحوا فيه. يحكى جلال عامر عن قائده اللواء فؤاد عزيز غالى: «قال المشير أحمد إسماعيل لقائد فرقتنا الصعيدى القبطى فؤاد عزيز غالى.. إنت يا فؤاد مكتوب على جبينك القنطرة، مضيفا مرة أخرى: فى أكتوبر أتذكر فؤاد عزيز غالى الصعيدى القبطى الذى قادنا لتحرير مدينة القنطرة ثم كلفنى بتسليم إسرائيل ٣٩ جثة من قتلاها ولم يطالبنى بتسليم كاميليا، ونبه علىّ ألا أسلم عليهم، وبعدها رأينا رئيس الدولة يأخذهم بالأحضان، فأصابنى الحول خاصة عندما رأيت سينما شطا فى القنطرة تتحول من مركز قيادة إلى بوتيك.. فاختلطت نيران الحرب بنيران الفتنة وثمار النصر بثمار التنمية، وأصبح علىّ كقائد سرية فى حرب أكتوبر أن أنتظر ثلاثة آلاف عام حتى أصبح رئيسا لمصر». احتفظ العقيد و الكاتب الساخر بذكريات معركة تحرير القنطرة فى ذاكرته وقال عنها «أرادوا أن يعرف العالم أن الإدارة المدنية قد عادت إلى مدينة «القنطرة»، فتوجهت إلى أقرب محافظة وهى «الشرقية»، وأحضرت من هناك فى سيارتى مقدم شرطة وبضعة جنود ونصبت لهم خيمة أمام المعبر رقم (٤٨) كتبت عليها (نقطة شرطة مدينة القنطرة) وأفهمتهم أننى سأتابع بنفسى وصول الوجبات الثلاث والمياه إليهم». يقول رامى نجل الساخر الراحل: احتفظ والدى باللافتة المعدنية المكتوب عليها اسم مدينة القنطرة بالعربية وبالعبرية كتذكار عقب معركة تحريرها، ولكنها ضاعت وهو ما أحزنه جدا. العقيد جلال عامر الذى حكى عن حرب أكتوبر كما لم يحك عنها أحد، مزج الألم بالفكاهة بحسه الساخر المعروف، روى عن شهداء وأبطال حقيقيين منهم من لم يذكر التاريخ اسماءهم، لكنه أهداهم بضعة سطور أفسحت لهم مجالا فى ذاكرة قرائه وخلدت لهم أسماءهم. العقيد / جلال عامر ضابط القوات المسلحة لم يحظى بجنازة عسكرية ، لكنه حظي بجنازة حضرها الشعب