في شارع "المحجر" بحي الدرب الأحمربالقاهرة، يغوص "محمد" الابن الأصغر لعم "حربي"، وسط القطع الملونة من التماثيل المتعددة الأشكال والأحجام، وبجوار المحل تنتشر محال تصليح الأجهزة والأحذية، فضلا عن ورش تصليح السيارات والدراجات البخارية.

وما أن دلفنا داخل المحل حتى شاهدناه ينصب تمثالا للمطربة أنغام، وعندما سألناه عن التمثال، بادرنا بالقول: "كان فيه حفلة ليها وطلب البعض مننا تصميم تمثال لها ووقتها كلفهم 15 ألف جنيه، ورجعوه لنا بعد انتهاء الحفل، ومن وقتها وهو عندنا".

وتابع محمد كلامه قائلا: "أنا وأخي عمرو نعمل في مهنة نحت وصناعة التماثيل، باستخدام مسحوق الرخام الأبيض الصناعي، و"المهنة دي عتيقة، وكتير حاولت الصين تقضي عليها، لكن وقف الاستيراد من الصين، تسبب في رواج الصناعة اليدوية عندنا في الورشة".

ويقول عمرو، الأخ الأكبر، "بقالي 15 سنة مداوم على صناعة تماثيل خان الخليلي الفرعونية والإسلامية، كانت في البداية هواية، ثم مع الممارسة أصبحت مهنة أساسية، وأصبحنا نعمل في صناعة تماثيل الجاليري؛ لأنها تجد رواجا بين الزبائن خاصة المصريين"، مضيفا "الورشة دي وش السعد علينا إحنا أجرناها علشان قريبة من بيتنا".

وتابع : تمر صناعة تماثيل الرخام اليدوية بمراحل عدة، بداية من إضافة "البوليستر" السائل على مسحوق الرخام الأبيض، ثم المبيضات أو "الزنك"، ثم يتم وضعها في "الإسطمبة" وهي المرحلة الأساسية في شغلنا وهي تلك القطع البيضاء التي تملأ حوائط الورشة.

ويضيف: "نترك المسحوق يجف بداخل الإسطمبة، كل تمثال في الأساس هو إسطمبة، بنعملها عند فنان تشكيلي، ويتم إضافة مادة الرابر لها علشان تصبح مثل الكاوتش".