الأربعاء 24 أبريل 2024 - 02:25 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

لفظ "خشع" في القرآن الكريم

الاثنين 19 مارس 2018 09:15:00 مساءً

تذكر معاجم اللغة أن مادة (خشع) تفيد معنى الضراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح. والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب، وقد قيل: إذا ضرع القلب خشعت الجوارح. وذكر ابن فارس أن مادة (خشع) تدل على التطامن (الخضوع)، يقال: خشع، إذا تطامن وطأطأ رأسه، يخشع خشوعاً، وهو قريب المعنى من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن والإقرار بالاستخذاء (الانقياد والاستسلام)، والخشوع في الصوت والبصر". ويقال: مكان خاشع: لا يُهتدى له. وخشعت الأصوات: سكنت. وبلدة خاشعة: مغبرة لا منزل بها. و(الخشوع) كما قال القرطبي: "هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع".
 
ولفظ (خشع) ورد في القرآن سبع عشرة مرة، جاء في خمسة عشر موضعاً بصيغة الاسم، من ذلك قوله عز من قائل: {قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون} (المؤمنون:2) وجاء في موضعين بصيغة الفعل، الأول: قوله عز وجل: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا} (طه:108) الثاني: قوله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} (الحديد:16).
 
ولفظ (خشع) ورد في القرآن على أربعة معان:
 
الأول: بمعنى التصديق والتسليم، ومنه قوله تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} (البقرة:25) قال الطبري: "يعني بقوله: {إلا على الخاشعين} أي: إلا على الخاضعين لطاعته، الخائفين سطواته، المصدقين بوعده ووعيده". 
 
الثاني: التواضع والخضوع، ومنه قوله سبحانه: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} (الأنبياء:90) أي: متواضعين خاضعين. ومنه أيضاً قوله تعالى: {خاشعة أبصارهم} (القلم:43) أي: خاضعة أبصارهم للذي هم فيه من الخزي والهوان.
 
الثالث: بمعنى التذلل، ومنه قوله عز وجل: {الذين هم في صلاتهم خاشعون} (المؤمنون:2) قال الطبري: "خشوعهم فيها تذللهم لله فيها بطاعته، وقيامهم فيها بما أمرهم بالقيام به فيها". وبحسب هذا المعنى أيضاً قوله تعالى: {وجوه يومئذ خاشعة} (الغاشية:2) أي: ذليلة. ومن هذا القبيل كذلك قوله عز من قائل: {خشعا أبصارهم} (القمر:7) يقول: ذليلة أبصارهم خاشعة.
 
الرابع: بمعنى سكون الجوارح، ومنه قوله عز وجل: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا} (طه:108) أي: سكنت أصوات الخلائق للرحمن. روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: {وخشعت الأصوات للرحمن} يقول: سكنت.
 
أما قوله تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة} (فصلت:39) أي: دارسة غبراء، لا نبات بها، ولا زرع. قال قتادة: "غبراء متهشمة".
 
وقوله عز وجل: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} (الحديد:16) أي: ألم يجئ الوقت الذي تلين به قلوبهم، وتخشع لذكر الله، الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره.
 
قال حذيفة رضي الله عنه: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة، فلا ترى فيهم خاشعاً. وقال سهل: من خشع قلبه لم يقرب منه الشيطان.
 
وحاصل القول: إن لفظ (خشع) ورد في القرآن الكريم على معان أربعة: الأول: بمعنى الانقياد والتسليم. الثاني: بمعنى التواضع والخضوع. الثالث: بمعنى التذلل. الرابع: بمعنى سكون الجوارح.