يبتغي المسلمون الحصول على أعظم الثواب، خلال العشر الأوائل من ذي الحجة، لما فيها من أجر كبير لمن يفعل ما أمر الله ونبيه الكريم به، دون الوقوع في أي ذنوب أو أخطاء.
وأوضح مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف، الشيخ أحمد تركي، خلال تصريح لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن العشر ذي الحجة أفضال عن غيرها من باقي الأيام، وهي:
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة، لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره».
والنبي - صلى الله عليه وسلم - أمر فيها بكثرة التحميد والتهليل والتكبير، وجاء عن ابن عمر - رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد».
والله من علينا فيه بكثرة عتقه للبشر، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟».
ويوم القر: هو اليوم الحادي عشر أول أيام التشريق، لأن الحجاج يقرون فيه بمنى.
وقال ابن رجب - رحمه الله - في لطائف المعارف: «لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس عباده المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وجعل الأفئدة تهوي إليه، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته كل عام، فرض الله سبحانه وتعالى على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين فمن عجز عن الحج في عام قدر - أي في العشر - على عمل يعمله في بيته فيكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج».
وقال "تركي" إن الراجح ما ذكره الإمام ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد: «أن ليالي العشر الأخير من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، وأيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان، وبهذا التفضيل يزول الاشتباه، ويدل عليه أن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضلت باعتبار أيامها إذ فيها يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية».