الخميس 25 أبريل 2024 - 05:18 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

التلفزيون في قفص الاتهام. بعد انتشار العنف بين المراهقين.

السبت 13 أبريل 2019 10:29:00 صباحاً

كتبت: حنان القريشى.
 
مما لا شك فيه أن شيوع ظاهرة العنف خصوصا بالفضاءات التربوية لا ينشأ من فراغ، بل غالبا ما يكون وراءه مجموعة من الدوافع والأسباب، وتنامي هذه الظاهرة خصوصا في السنوات الأخيرة داخل وخارج المؤسسات التعليمية إضافة إلى ماتناولته الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، جعلنا نبحث في هذا الموضوع .فتوجهنا بالأسئلة التالية للدكتور عبد الهادي الكاسمي وهو أخصائي نفسي واجتماعي .
 
- : كيف تعرفون العنف ؟ماهي أسبابه؟ وهل تعتبرون أن العنف هو المتنفس الذي يستطيع من خلاله المراهق تفريغ شحنات الغضب والفشل اللذان يجدهما بحياته وبمحيطه ؟
 
* العنف هو كل عمل يسعى من خلاله الطرف الممارس للعنف أن يفرض استجابة معينة على الطرف الذي يمارس عليه العنف وقد يكون هذا العنف جسدي أو لفظي أو نفسي. فيما يخص المراهق نجد أن المراهق العنيف يتبنى العنف لأنه يعتبره حلا لينال ما يريد هناك ميكانيزم او آلية من آليات الدفاع النفسي تحاول أن تبعد المراهق عن الإحساس بالألم جراء الحرمان مثلا أو الإحساس بالإهانة أو... أو...
-
: ماهي العوامل التي تجعل المراهق يتأثرفى تفكيره وسلوكاته؟ وهل للتغيرات الفسيولوجية طرف في ولادة العنف؟
 
* يلجأ المراهق إلى العنف كردة فعل خاصة إذا كان يعتقد أن هذا التصرف العنيف هو الحل ، كالمراهق الذي مورس عليه العنف مثلا أو المراهق الذي مورس أمامه العنف ولو على شخص آخر، أو من خلاله ماشاهده من عنف بالتلفزيون، أوحالة العنف الممارس من طرف الأب على الأم والعكس أو من طرف الأستاذ على التلاميذ مثلا.
 
- هل الأشخاص ذوي القابلية النفسية للعنف هم اللذين يتأثرون بشكل مباشر بما يبثه التلفزيون من مشاهد ولقطات عنيفة؟
 
* الإعلام هو من ضمن العناصر المحيطة بالإنسان والتي تؤثر فيه بشكل دائم وكبير عبر قنوات الإدراك الثلاث السمعي والبصري والحسي، هذه القنوات تنقل المشاهد بما تحمله من رموز ومعاني لتستقر في العقل اللاواعي للمراهق، وقد تحدث هناك مقارنة بين الأشياء التي يتم استقبالها من الخارج كالتلفزيون مثلا والاعتقادات والأفكار المستقرة مسبقا في اللاوعي، وإذا تم التوافق بينهما أي أن الرسائل المستقبلة تجد صداها في أفكار المراهق كالإحساس بالدونية أو الفشل أو الظلم أو الإهانة أو الخيانة...فإن الشعور الذي يكون أقرب للتعبير عن هذا التفاعل والتوافق هو الغضب، والغضب هو شحنة لابد من تفريغها فيلجأ المراهق لتفجيرها بممارسة العنف. 
-س:هل تعتقدون أن مشاهدة التلفزيون بشكل مستمرهو سلوك سلبي أم سلوك إيجابي؟
 
* من خصائص الرسائل التلفزيونية خاصة تلك القادمة من الأفلام والمسلسلات ومن الإشهار أنها تحمل في طياتها عنفا رمزيا يضرب المعتقدات الأساسية للمراهق (التربية الأسرية) ويحرضه على الانتفاض ضد سلطة الأب أو الأم. والاستمرار في تلقي هذه الرسائل يجعل المراهق تائها وبعيدا عن ذاته ولكي يتبث هذه الذات فإنه يستجيب لاندفاعات عنيفة كالصراخ وتكسير الآثاث المنزلية والإضرار بالممتلكات المادية لمؤسسته... ليقول بأعلى صوته" أنا موجود". 
- ماهي التفسيرات الاحتمالية التي يمكن إعطاؤها لحالة مراهق يتسامح مع العنف بكل أشكاله؟
 
* في كثير من الحالات عندما يكون المراهق قد عنف صغيرا أو عندما يتم إقناعه بطريقة ما أنه لا قيمة له وأن الآخر يستطيع أن يستبيح كل شيء حياله فإنه يقبل العنف الممارس عليه ويعتبره عاديا ويخضع له وهذا ما نجده مثلا عند المراهقين والمراهقات الذين يرفضون التبليغ عن حالات العنف الجنسي الممارس عليهم خاصة الذين يتواجدون بمآوى المعوزين والخيريات ودور الأيتام وفي بعض النوادي الرياضية بصفة عامة. كما أن المراهق إذا كثر تعرضه لمشاهدة العنف مثلا على شاشة التلفزيون فإنه يصبح متساهلا معه بحيث لايحرك ساكنا إذا رأى مشاهد اعتداء أوضرب أوجرج أوغيرها من مشاهد عنيفة وعدوانية.
 
-هل العنف هو سمة للمريض النفسي؟ وهل يمكن لهذا الأخير أن يعتدي ويرتكب أفعال يجرمها القانون ؟
 
* عندما ينقلب العنف إلى عدوانية فإننا ندخل في إطار المرض النفسي ولكي نفرق بينهما لابد من الإشارة إلى أن العنف هو استجابة لوضع غير مريح يفرض اندفاعا من طرف المراهق العنيف نحو محيطه. أما العدوانية فقد تكون بدون أي سبب خارجي آني، وقد تكون بدافع السيطرة على الآخر أو محاولة استفزاز الآخر أو حرمان الآخر وهي عمل يدخل في طباع المراهق ولا نراه إلا في لحظات ردات الفعل.
 
- يظن المراهق أن العالم مكان شرير ومروع وقد يعتبر العنيف والعدواني بطلان لتمكنهما من هزيمة الأشرار وتحقيق العدالة مستدلا بما يراه معروضا في التلفزيون.مارأيكم في هذا التصور؟
 
* لايمكن أن نقول أن تقسيم العالم للخير وللشر هو من وحي الإعلام. 
-ماهي طبيعة العلاقة بين العنف المشاهد في التلفزيون و العنف الممارس داخل المؤسسات التعليمية؟
 
* منذ نشوء الفلسفات الأولى وقبل سقراط، تكلم الفلاسفة عن الخير والشر والجزاء والعقاب وقبلها الأديان السماوية وغيرها، لكن يبقى الإعلام بصفة عامة والتلفزيون والفيديو الرقمي بصفة خاصة أهم مهيكل للمخيلة الشابة للمراهق حيث من خلال ما يروج له من أفلام وأبطال يموتون وضحايا لاينصفون وو....يتموقع المراهق في خندق الدفاع عن المظلوم بل وفي بعض الأحيان يتقمص شخصية المظلوم، مما يخلق لديه إحساس مباشر بالشر الممارس عليه. وإن لم تمنح له الفرصة للتحدث عن مشاعره وشرحها ومقابلتها بأفكار الآخرين، أصبح المراهق سريع الانزلاق إلى التفريج والتنفيس عن غضبه في الأماكن العمومية (الشارع والمدرسة والملعب)والعنف والتكسير والتخريب. ولهذا نجد بعض الظواهر التي لم تقدر الاجراءات العقابية والاحترازية على الحد منها كالعنف في المدارس (ظاهرة التنمر مثلا)،
 
-ما هى الحلول المنتظرة لمعالجة ظاهرة العنف خصوصا داخل المؤسسات التعليمية؟
 
* ظاهرة العنف ظاهرة معقدة يتداخل فيها ماهو نفسي واجتماعي وتربوي وإعلامي وعقائدي كل من موقعه لذلك فأنا أعتبر أن كل هذه العناصر المذكورة هي مداخل للحد من الظاهرة وتأطيرها والتحكم في نتائجها. 
قد تبرئ لنا هذه السطور التلفزيون وكما قد تزيد من اتهامنا له ، نحن أمام صورتين متباينتين في مضمونهما ونتائجهما الأولى حينما يعيش اباؤنا في أجواء الأكشن والأفلام والمسلسلات العنيفة والثانية عندما يعيش ثقافة السلم و التسامح واللاعنف ...فهل نحن من يحدد ؟ ...