الخميس 25 أبريل 2024 - 02:20 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

الإعلاميه الأديبه دينا عاصم بحب السيما ..

الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 09:53:00 صباحاً

خلي بالك من زوزو..الأنوثة الضاحكة..حلوة صلاة النننننبي...سليمان الانكش..أعظم مرافعة في تاريخ السينما..نصيحة للبنات..لما تعيطي امسحي دموعك على طريقة فاتن حمامة :)
لا أدري حقيقة متى بدأ اهتمامي بالسينما والفنون ولكني أتذكر جيدا أن جدتي كانت تحملني لتضعني على "كنبة صغيرة بدون مساند مودرن لأشاهد التلفزيون وأشرب الشاي باللبن وهذا يدل على أن عمري لم يكن يتجاوز العامين لدرجة أني لا أستطيع أن أجلس على "الكنبة" بمفردي..وأظل هكذا بالساعات من فيلم لمسلسل لبرنامج"أيام كانت الأفلام والبرامج آمنة للصغار والكبار بدون إسفاف ولا خلاعة وكانت تثقيفية بها درجة عالية من الفن والعذوبة بالضبط مثل القراءة"
وحين يكون والدي موجودا فإني أجلس في حجره لنشاهد سويا المسلسلات والأفلام الأجنبية ولم يكن يتذمر إطلاقا من تساؤلاتي عن تفاصيل الفيلم بينما كان أخي الأكبر يتذمر دوما من كثرة تساؤلاتي التي تفصله عن المشاهدة لكن بابا ربنا يخليه كان يجيبني بصبر شديد وكان يسرّ كثيرا لأني سريعة في قراءة الترجمة رغم صغر سني...كل هذا جعل لي دماغ سينمائية عالية جداأما أكثر من لفت نظري للأفلام السينمائية من ممثلات فمبدئيا كلهن كن بالنسبة لي نماذج للجمال والأنوثة وكانوا ايضا قدوة "حين كانت الأفلام تقدم بطلات غاية الرقة والأخلاق" مثل فاتن حمامة ونادية لطفي كما كانت تقدم الأنوثة الطاغية المحلاة بخفة الدم حتى أني أطلقت على شويكار اسم "الأنوثة الضاحكة" لفرط جمالها وخفة دمها التي لم تنقص من أنوثتها "قيد أنملة" حلوة قيد أنملة دي :) .."الست دمها زي الشربات وزي القمر وقمة الدلع..إزااااي معرفش"
أما سعاد حسني فقد كانت الوحيدة هي وفاتن حمامة اللتان استطاعتا أن تنتزعا دموعي فأبكي لبكائهما وأتأثر بمفرداتهما وهناك أفلام شكلت جزءا كبيرا من شخصيتي نظرا لتلك القيم التي غرستها في دون وعي مني ..فاتن حمامة في دعاء الكروان - لا أنام - نهر الحب - لن أعترف - الملاك الظالم - الأستاذة فاطمة "حيث أعظم مرافعة في تاريخ السينما ألقاها عبدالفتاح القصري :) وبعدها مرافعة أحمد زكي في فيلم ضد الحكومة"
..فاتن..تلك الأنثى الراقية بتلك الكف الرقيقة وهي تمسح دموعها بطريقة مختلفة تماما "تمسح دموعها بظاهر يدها وليس بباطن الكف فتتمنى لو كنت منديلا ..ملامحها الجميلة..دموعها وحزنها النبيل...قوامها الدقيق الرقيق المثالي المنمنم..طريقة نطقها للفرنسية في البرامج الحوارية ولغتها العربية وهي تقوم بدور الراوي "narrator" في بدايات أفلامها مثل دعاء الكروان ولا أنام والباب المفتوح للكاتبة لطيفة الزيات والطريق المسدود..أشياء استوقفتني وشكلت وجداني بطريقة "مريبة"
وأنا لم أكن مجرد طفلة تشاهد بل روح تستوعب تفاصيل تلك الشخوص وتدخل فيها قليلا قليلا حتى تشبعت تماما بهذا العصر وبكل مفرداته وتفاصيله فانفصلت بشكل كبير عن الواقع..وربما يلمس هذا القريبون مني..التبست علي الأفكار وصرت أشاهد الأفلام من وجهة نظر مختلفة تماما عن الآخرين...أضحك على أشياء وأنتبه لأشياء لا ينتبه لها احد فأحكيها لصديقاتي المقربات لفرط تأثرهن بي وتنضم إليهن أختي وبنت خالي بحكم مشاهدتنا سويا لتلك الأفلام، فيما يظل أخي "المتحفظ" يحاول كتم الضحكات ورسم الجدية ونحن نتبادل النكات أنا وأختي وبنت خالي" التي لا يفهمها غيرنا "حتى ينفجر في النهاية ضاحكا فنكون قد سجلنا هدفا كبيرا بإضحاكه رغم أنفه
وحتى أنني ودونا عن كل الناس أرى مشهد "رقص سعاد حسني" في فيلم خلي بالك من زوزو في بيت حبيبها حسين فهمي هو قمة الدراما والحزن فلا أتمالك نفسي من البكاء، أبدا حين أرى المشهد رغم تكراره  وأرى تعبيرات وجهها مع موال المغني شفيق جلال "زوج والدتها" قمة التراجيديا في حين أنهار ضحكا على سمير غانم وهو يرقص مع الفرقة على المسرح ثم يهتف "حلوة صلاة الننننبي" أو مشهدها وهي تشير إليه وتقول له "أنت سليمان الانكش بتاع الكلارينيت" حتى أصبحت كل بنت شعرها منكوش بالنسبة لي هي سليمان الأنكش..
وسعاد حسني أستطيع أن "أشغل أفلامها" فيصبح صوتها وهي تتكلم أو تضحك مهدئا طبيعيا وأنا أذاكر أو أعمل بالضبط مثل الأغاني... ودون أن أرفع عيني لأرى الفيلم لأني أحفظ كل تفصيلة فيه ..فقط أحتاج صوتها..حين يشكل الفن الجميل وجدان الإنسان...تجده بالفعل مختلفا وغريبا ولكنه بلا شك منتهى الطيبة..صح؟؟؟