الأربعاء 24 أبريل 2024 - 07:09 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

كورونا بين العلم والخرافة

الأحد 29 مارس 2020 10:38:00 مساءً

حوار/جرجس نظير
صيدلي و رئيس "الجمعية المصرية لصيادلة التغذية"؛ جمعية علمية ناشئة تقدم الدعم العلمي و العملي في مجال التغذية العلاجية، و مؤسس جروب "Online Society of Nutrition" على الفيسبوك؛ جروب علمي كبير نجح في التصدي للممارسات الخاطئة في مجال التغذية واستطاع رسم خطوط عريضة لممارسته بشكل صحيح حيث يضم مجموعة كبيرة من الاساتذة و المتخصصين في علم التغذية من مختلف الجهات. معنا الدكتور محمود جمعة
▪انتشر على صفحات التواصل وصفة شعبية من الخل والماء والملح يغرغر به الشخص، مدعين أصحابها قتل فيروس كورونا، ما الرأي العلمي والرد على هذا ؟
 
-الغرغرة بالماء و الملح قد تعطي الحلق بعض الترطيب و تلطّف من حدة الالتهاب المصاحب له، لكن الإقرار بأن الغرغرة بهذا الخليط قادرة على قتل الفيروس أثناء وجوده في الحلق هو نوع من العبث و لا يوجد أي دليل علمي يبرهن على صحته.
 
▪هل يوجد لقاح أو مصل للوقاية من فيروس كورونا؟
-حتى الآن لا يوجد مصل حقيقي وليس ذلك بالأمر اليسير، فقد يستغرق ذلك فترة طويلة تتراوح ما بين عامٍ و عامٍ ونصف حسب ما أقرّته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، و ذلك لأن انتاج لقاح جديد يتطلّب مراحل متعددة من التجارب للتأكد من مدى فعاليته و عدم إضراره بالأشخاص عند الاستخدام، وكذلك لا بد من الحصول على موافقة منظمة الغذاء و الدواء الأمريكية على صلاحيته للاستخدام فيما بعد.
و الجدير بالذكر ان هناك ما يقرب من 35 شركة طبية و مؤسسة بحثية على مستوى العالم، وعلى رأسهم شركة موديرنا و ساندوز و جونسون & جونسون و غيرهم، جميعهم يتسابقون للفوز بسبق انتاج أول مصل للفيروس المستجد في اقرب وقت.
على صعيد آخر وردتنا بالأمس أخبار عن بعض الدراسات التي سيتم اجراءها على المصل المضاد للدرن في محاولة لإثبات فعاليته في القضاء على فيروس الكورونا المستجد احداها في هولندا و الأخرى في استراليا، لكنها مازالت في طور الدراسة و التجارب، نتمنى لها جميعاً التوفيق.
 
▪وهل هناك أدوية تم التأكد من فاعليتها وما هي احدث الأبحاث على الساحة؟
للأسف حتى الآن لم يحصل أي دواء على موافقة هيئة الغذاء و الدواء الأمريكية FDA كعلاج فعّال بشكل صريح ضد فيروس الكورونا المستجد، لكن الأبحاث و التجارب التي تُجرى بشكل يومي على الحالات المصابة تُنبّئ عن علاجات متعددة أحدثت تطوراً ملحوظاً أثناء تجربتها على بعض الحالات، و منها الهيدروكسي كلوروكين و الكلوروكين و الأزيثرومايسين و الفاڤيبيراڤير و الريمديسيڤير و غيرهم، لكنها مازالت تحتاج الى مزيد من الإثبات و التجارب الأعلى دقة حتى يتثنّى لها الحصول على اعتماد منظمة الغذاء و الدواء و هذا ما نرجوه في أقرب وقت ممكن.
و للعلم بالشئ؛ لاحظنا ظاهرة غريبة في الفترة الأخيرة، وهي أن بعض الأشخاص على صفحات التواصل الاجتماعي يتعهدون بوصف بعض الأدوية المقترحة لعلاج العدوى بالكورونا لكننا نؤكد بأن هذا ليس صحيحاً و مخالفاً للأعراف الطبية و دائماً ما ننصح بعدم استخدام أي دواء بدون وصفة طبية بعد الفحص والتأكد من الحالة الصحية من خلال طبيب متخصص، و إلا قد يتعرض البعض لأعراض جانبية خطيرة من بعض الأدوية اذا تم استخدامها بشكل خاطئ.
 
▪وردت اخبار على بعض المواقع : عن إصابة بعض الأشخاص الذين تعافوا من الڤيروس ، فهل يصاب المتعافون الذين سبق لهم الإصابة فيما مضى مرة أخري؟
 
-بوجهٍ عام، بعد دخول الڤيروس للجسم فإنه ينشط و يتضاعف ليسبب خللاً ما في وظائف الجزء الذي يلتصق به، و في المقابل يقوم الجسم بتنشيط جهازه المناعي لينتج أجساماً مضادة لطبيعة الڤيروس وظيفتها القضاء عليه، متى ما تم ذلك فإن الجسم يقوم بتخرين تلك الصورة في ذاكرته المناعية لفترة معينة، مع الوقت تضمحل و تتقلص شيئاً فشيئاً ثم تختفي.
هذا بشكل عام من خلال معرفتنا بالفيروسات السابقة، نحن هنا نتحدث عن ڤيروس جديد، لم نفهم كينونته بشكل كامل وبالتالي استجابة الجسم المناعية له لم تزل غير مفهومة بالنسبة إلينا.
ما لاحظناه من تقارير عالمية فإن معدلات الشفاء مرتفعة جداً تتخطى حاجز ال80% من إجمالي الحالات، وحسب ما أصدره مركز مكافحة الأمراض الأمريكي و نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية بأن هذا الارتفاع في معدلات الشفاء لا يعني ان الشخص الذي أصيب مرةً و تعافي لن يُصاب مرةً ثانية، لأننا هنا نتحدث عن ذاكرة مناعية لا نعلم كم من الوقت تستمر، هذا أمر يتفاوت كثيراً بين شخص و آخر، هناك من تمتد لديهم لأعوام و هناك من تتلاشى لديهم بعد أيام، خاصةً اذا كان احدهم يعاني من ضعفٍ في المناعة لأي سببٍ كان.
لذا فإن تكرار الاصابة بالفيروس أمر وارد طبعاً لكن هذا لا يحدث في كل الحالات.
 
▪حدثنا عن طرق انتشار العدوى وكيفية تجنبها؟
-العدوى هنا تنتقل عن طريق الرذاذ المباشر من الشخص المصاب بالعدوى في حالة الكحة او العطس وبالتالي قد تنتقل مباشرة عن طريق استنشاق الرذاذ عن قُرب أو عن طريق ملامسته باليد إما بشكل مباشر او غير مباشر و من ثم وضعها على الأنف او الفم او مصافحة اشخاص آخرين باليد التي تحمل العدوى.
و في كل الأحوال يمكننا تجنب العدوى باتباع نصائح منظمة الصحة العالمية WHO و أهمها:
-عدم الخروج من البيت الا للضرورة القصوى.
-عدم ملامسة العين أو الفم أو الانف باليدين.
-وضع منديل على الأنف والفم في حالة العطس او الكحة ثم التخلص منه بشكل آمن.
-الحفاظ على نظافة اليدين بالماء و الصابون لمدة لا تقل عن 30 ثانية بصورة منتظمة او باستخدام مطهر كحولي بتركيز 70% في حالة عدم توافر الماء والصابون.
-الابتعاد عن التجمعات و الزحام قدر الإمكان.
-الحفاظ على تطهير الأسطح بشكل دوري بالكلور المخفف.
-متابعة الأخبار من مصادر موثوقة و الابتعاد عن مروجي الشائعات و الاخبار المزيفة.
-في حالة ظهور بعض الأعراض الطفيفة مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم او الكحة الجافة يجب ملازمة البيت و الانعزال قدر الإمكان عن باقي أفراد البيت في غرفة منفصلة مع الحفاظ على التغذية السليمة و السوائل الدافئة و التهوية المناسبة حتى تتحسن الأعراض، أما في حال تطورها بشكل عنيف خاصةً مع حدوث ضيق شديد في التنفس يجب استشارة طبيب متخصص أو التواصل مع رقم الطوارئ الخاص بوزارة الصحة 105 لمعرفة التصرف الصحيح في هذه الحالة.
-الحفاظ على الصحة العامة و ممارسة الرياضة و التوقف عن التدخين.
هذا كل ما في الأمر.
 
ما هي النصائح العلمية التي يجب أن يتبعها المواطن وكيف ترى الفترة المقبلة في مصر؟
من الصعب التكهّن بما ستؤول إليه الأمور مستقبلاً خاصة مع التطورات المختلفة التي تحدث بشكل يومي، و علينا جميعاً الإقرار بخطورة الوضع العام على المستويين المحلي و العالمي، وأننا جميعاً دون استثناء مسئولون عن التصدّي لهذا الأمر، حفاظاً على أنفسنا و على بلدنا، لذلك فلا بد من الرضوخ لإجراءات الوقاية التي تفرضها وزارة الصحة المصرية و منظمة الصحة العالمية دون محاولة للإخلال بها او التهوين منها لأن ذلك سيعرضنا جميعاً لخطر أكبر لن يتمنى احد منا ان يراه.
أود أن أضيف انه ربما مازال لدينا بعض الحظ الجيد أن نبصر المستقبل الذي سبقتنا إليه بعض الدول الأخرى واذا لم نتخذ كامل حذرنا كي لا نصل إلى ما وصلوا إليه ستفلت الأمور من أيادينا جميعاً و سنرى ما لا يُحمَد عقباه، عافانا الله و إياكم و كتب لكم السلامة.