الخميس 25 أبريل 2024 - 08:21 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

العندليب .. " حكاية شعب " في زمن" الكورونا "

الخميس 02 أبريل 2020 10:20:00 مساءً

بقلم : الكاتب علي هاشم
 
تمر عينا هذه الأيام الذكرى الثالثة والأربعين لرحيل عندليب الغناء العربي “عبد الحليم حافظ” الذي غيبه الموت عنا في 30 مارس 1977 بعد معاناة مريرة مع فيروس سي.. فماذا لو كان "حليم" بيننا اليوم.. ماذا كان سيغني لفيروس " كورونا " الذي اجتاح العالم اليوم بلا
هوادة.
لا يزال عبد الحليم حافظ الذي نحتفل بذكراه، قيمة ورمز حاضرة بقوة في الوجدان المصري حتى اليوم، وجزءاً من الذاكرة الوطنية، ولا تزال الأوبرا تخصص له حفلات سنوية يقدم خلالها كبار المطربين أغانيه.
وشتان بين ما قدمه “حليم" وما يفعله البعض من سخافات يسمونها للأسف غناءً، أمثال حمو وبيكا وشاكوش ومحمد رمضان.
 
لقد نجح عبد الحليم شبانة وذلك هو إسمه الأصلي قبل أن يمنحه الإذاعي الكبير حافظ عبد الوهاب الذي إكتشف موهبته، وقدمه للجمهور ليصنع بعدها "عبد الحليم حافظ" مجده وشهرته، التي فاقت عمالقة الفن وأساطينه الكبار الذين إمتاز عنهم "العندليب" بتلقائيته وبساطة كلمات أغانيه، وعذوبة ألحانها وعمق معانيها.
 
العندليب مدرسة متفردة أدى بإحساسه العاشق لفنه المتفاني في إسعاد جمهوره، المتعطش للحب.. غنى للخير والحب والثورة والقدس والعروبة ولم يترك مناسبة وطنية ولا قومية إلا وغنى لها معبرا عن مشاعر الملايين.. ولم يكن مستغرباً ذلك الأثر القوي الذي تركته أغاني حليم في النفوس.
 
ذلك أن الأغنية شأنها شأن المسرح والسينما والثقافة عامة قوة ناعمة لا يستهان بها، بحسبانها سفيراً حضارياً بالغ الخطورة، فما تحدثه أغنية واحدة أو فيلم جاد أو مسرحية من أثر يفوق مئات المقالات والدعاية المباشرة..
 
وهو ما ينبغي أن تلتفت إليه الدولة بالعودة لإنتاج الأغاني والأفلام الهادفة، التي يمكنها إعادة صياغة وجدان الشعب وجعله على قلب رجل واحد، لاسيما في الأزمات والمحن وتكريس قيم التسامح والولاء للوطن.
 
لو كان "حليم" بيننا.. فماذا كان سيغني ..
هل كان سيغني " الكورونا "؟!
 
وأخيرا لو أن حليم ورفاقه المبدعين كانوا بيننا اليوم لتغيرت أشياء كثيرة، أهمها الارتقاء بالوجدان وإنقاذ الفن من السقوط والانحطاط الذى هوى إليه بفضل معدومي الموهبة والضمير ممن يتصدرون الساحة، ويفسدون الذائقة العامة.. وسوف يبقى السؤال: ما سر الحب الجارف الذي لا يزال يسري في وجدان الملايين تجاه عبدالحليم حافظ وأم كلثوم وغيرهما من نجوم الزمن الجميل بعد كل هذه السنوات؟!
 
كما منح "حليم" الأغنية من روحه الجميلة ما جعلها تسحر الآذان وتؤجج المشاعر. وهى مع ذلك لم تكن كلها لوناً واحداً كما نرى الآن من أغانٍ تلوث الآذان وتنحدر بالذوق العام لأدنى درجاته، بل تنوعت حيث غنى عبد الحليم للرئيس الراحل جمال عبد الناصر أغنية "إحنا الشعب" بمناسبة اختياره رئيساً لمصر عام 1956، كما غنى "حكاية شعب" في مناسبة وضع حجر الأساس للسد العالي..
 
وكان لكلماتها دلالة معبرة عن المعدن الحقيقي لشعب مصر.. تقول الأغنية "قلنا هنبنى و آدى احنا بنينا السد العالى.. يا إستعمار بنيناه بإيدينا السد العالى.. من أموالنا بإيد عمالنا هى الكلمة وآدى إحنا بنينا السد العالي.
 
وهنا ارتجل عبدالحليم :إخوانى.. تسمحولى بكلمة؟
 
الكورس : هيه
عبد الحليم : الحكاية مش حكاية السد حكاية الكفاح اللى ورا السد .. حكايتنا إحنا حكاية شعب للزحف المقدس قام وثار.. شعب زاحف خطوته تولع شرار.. شعب كافح وإنكتب له الإنتصار.. تسمعوا الحكاية؟
 
الكورس : بس قولها من البداية.
عبد الحليم : هى حكاية حرب و تار بينا و بين الإستعمار.. فاكرين لما الشعب إتغرب جوه فى بلده؟
 
الكورس : آه فاكرين
عبد الحليم : والمحتل الغادر ينعم فيها لوحده؟
 
الكورس : مش ناسيين
عبد الحليم: والمشانق للى رايح واللى جاى
 
ودم أحرارنا اللى راحوا فى دنشواى.
 
الكورس : آه فاكرين.
عبد الحليم : من هنا كانت البداية.. وابتدا الشعب الحكاية.. كان كفاحنا بنار جراحنا يكتبه دم الضحايا
 
الكورس : وانتصرنا انتصرنا انتصرنا.
 
عبد الحليم : انتصرنا يوم ما هب الجيش و ثار، يوم ما أشعلناها ثورة نور ونار، يوم ما أخرجنا الفساد.. يوم ما حررنا البلاد يوم ما حققنا الجلاء
 
الكورس : انتصرنا انتصرنا انتصرنا.
 
ترى لو كان حليم بيننا اليوم هل كان سيغني من جديد حكاية شعب.. فالشعب المصري رغم كل التحديات والصعوبات يقف في ظهر دولته مسانداً وداعماً.. شعب أنهى حكم الإخوان الفاشي ويحارب الإرهاب بقوة.. شعب كان وراء نجاح الإصلاح الاقتصادي رغم تداعياته عليه من رفع أسعار وغيره.. شعب يواجه كورونا.. شعب رائع راهن عليه الرئيس السيسي وكسب الرهان.
 
أغاني حليم ألهبت المشاعر وأحيت الأحاسيس، وقد ترك رصيداً هائلاً حيث غنى نحو 67 أغنية وطنية، وفي النكسة والهزيمة غنى 10 أغنيات جسدت حالة الحزن والانكسار التي انتابت الشعب وقتها.
 
يقول الراحل عبدالرحمن الأبنودي: بعد حدوث النكسة أقمنا في الإذاعة أنا وحليم والطويل 3 أشهر متصلة، أنا أكتب الأغاني ويقوم الطويل بتلحينها فوراً، وكنا في ذلك الوقت مشفقين على الشعب من هول الصدمة، فجاءت الأغاني معبرة عن تلك الحالة، وحاولنا أن نرفع من معنويات الشعب ومنها "ابنك يقولك يا بطل"، و"أحلف بسماها وبترابها"..
 
كما كانت "عدّى النهار" من أهم الأغاني التي صورت حالة الحزن التي ألمت ب"حليم" بعد وقوع النكسة، فقد كان العندليب ذا وطنية عالية، مهموماً بآمال الأمة العربية بل إنه لفرط إحساسه شعر وقتها أنه المسئول ومعه صلاح جاهين عن حالة الانكسار التي أصابت الشعب؛ فهو من هيأه ووعده بالنصر المظفر على يد القائد والزعيم، فكان قراره أن يغني "أحلف بسماها وبترابها" فى كل حفلة إلى أن ترجع سيناء مصرية. وفي نصر أكتوبر وعودة القناة غنى "المركبة عدّت" في احتفال مهيب أقيم بالإسماعيلية على ضفاف القناة.
 
لقد قدم العندليب ورفاقه المبدعون إسهامات فنية ووطنية كبرى كرست لتماسك الجبهة الداخلية، والتفاف الشعب خلف قيادته، ولم يكتف بذلك بل برع في أداء أغانيه العاطفية التي احتلت القلوب، فمن ينسى "جبار"، و"زي الهوا"، و"قارئة الفنجان"، و"سواح"، أو"الحلوة"، و"أي دمعة حزن لا"، و"مداح القمر"، و"موعود"، و"صافيني مرة"، و"بلاش عتاب"، و"بأمر الحب"، و"أبو عيون جريئة"..
 
ولم تكن الابتهالات أقل حظاً في إبداع "حليم" الذي برع في أدائها بصورة أبكت العيون والقلوب، ومنها "أنا من تراب"، و" أدعوك يا سامع"، و"رحمتك في النسيم"، و"ورق الشجر"، و"يا خالق الزهرة".