السبت 20 أبريل 2024 - 08:03 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

أصلحوا الأزهر ولا تهدموه

الأربعاء 01 يوليو 2020 02:15:00 مساءً

بقلم : الكاتب والمفكر مؤمن الهبـاء

يحتاج الأزهر الشريف إلى تطوير وتجديد مافى ذلك شك ، لكن هناك فارق كبير بين الدعوة المخلصة لتطويره والدعوات الخبيثة التى تستهدف تدميره وتغيير هويته حتى يصبح على مقاس العلمانيين الجدد ، ومن يتابع مايقوله ويكتبه أصحاب هذه الدعوات الخبيثة يجد لديهم فجورا غير مبرر وغير مسبوق فى التحدى والتجنى والخصومة ، واستهانة ليس لها مثيل بمقام شيخ الأزهر وعلمائه ، تتبدى فى التحريض عليهم ومحاصرتهم باتهامات بشعة ومقززة. ولا يدرى هؤلاء الموتورون ، أو لعلهم يدرون ، أن التطاول على الأزهر ورجاله يستفز مشاعر قطاع عريض من المواطنين لايرى للأزهر قداسة ولكن يحمل له احتراما وتقديرا كبيرين ، ويعتبره رمزا وطنيا ودينيا رفيعا حبا الله به مصر والمصريين ، ومؤسسة طليعية فى سجل النضال من أجل الحرية والاستقلال والعدالة على مدار التاريخ ، وهذا السجل يستحق من كل وطنى شريف أن يستجيب لدعوة أمير الشعراء أحمد شوقى التى يقول فيها : " قف فى فم الدنيا وحيى الأزهرا .. وانثر على سمع الزمان الجوهرا " ، ويستحق أن يضع علماء الأزهر فى المكانة السامقة التى وضعهم فيها شوقى : " كانوا أجل من الملوك جلالة .. وأعز سلطانا وأفخم مظهرا ". هؤلاء الموتورون هان عليهم الأزهر للأسف ، وهان عليهم إهانته وكسر كبريائه فى مصر بلد الإسلام ، بل زعيمة العالم الإسلامى ، بينما يتألم مئات الملايين من المسلمين عارفى فضل الأزهر فى كل أنحاء الدنيا لهذه الإهانة . عندما وضعت إحدى مجلاتنا على غلافها صورة لقسيس وكتبت تحتها تعليقا مسيئا انتفضت الكنيسة الأرثوذكسية وتحركت الأجهزة المختصة بسرعة وأمرت بتغيير الغلاف فورا قبل أن تصدر به المجلة ، وأحالت الهيئة الوطنية للصحافة رئيس التحرير للتحقيق وأوقفت المحرر مسئول الملف القبطى عن العمل ، وأصدرت الكنيسة بيانا حاسما قالت فيه إن تصرف المجلة لا يعتبر تحت مجال حرية التعبير ، بل هو إساءة بالغة وتجاوز يجب ألا يمر، وأن مثل هذه الأفعال تجرح السلام المجتمعى ، وأنها ـ أى الكنيسة ـ تنتظر رد الاعتبار الكامل مع الاحتفاظ بحقها القانونى فى مقاضاة المسئول عن ذلك . والكنيسة محقة بالطبع فيما ذهبت إليه وفيما طالبت به ، وكل من كتب فى هذا الموضوع اتفق على أنه عمل جاهل لاداعى له ، وسقطة صحفية تهدد وحدة النسيج المصرى ، ولم يخرج صوت واحد فى الإعلام أو الصحافة يدافع عن تصرف المجلة أو يقلل من خطورته ، وإن طالب البعض بأن يكون التحقيق مع رئيس التحرير وزميله المحرر من اختصاص نقابة الصحفيين وليس الهيئة الوطنية للصحافة ، باعتبار النقابة هى المسئولة وحدها عن تطبيق المعايير المهنية . ولم تمض أيام قليلة على هذه الواقعة حتى خرج أحد دعاة العلمانية متحدثا على قناة فضائية فانهال على الأزهر الشريف وشيخه الجليل تجريحا ، وكال لهما من الاتهامات غير المسئولة وغير العادلة ما يندى له الجبين ، وربط بين الأزهر والإرهاب ربطا متعسفا ، مختزلا مشاكل مصر كلها فى الأزهر ، كأن الأزهر قد صار مفرخة للإرهاب ، لا الفقر ولا البطالة ولا غياب العدالة ، أو كأن الأزهر أصبح العائق الأوحد أمام نهضتنا ، لا الديون ولا الاقتصاد ولا الفساد . ثم استدار هذا البوق العلمانى المتعجرف إلى الهجوم على الدستور الذى جعل للأزهر وضعا مستقلا عن سلطة الحكومة مثل النقابات والصحافة والكنيسة والقضاء ، وحجته فى ذلك أن الأزهر ينفق من الميزانية العامة التى تقدمها له الحكومة وبالتالى عليه أن يخضع لرقابتها ، متجاهلا أولا أن هذا يعنى إقحام السياسة فى الدين ، بل وضع الدين فى خدمة السياسة ، ومتجاهلا ثانيا أن الأزهر له فى ميزانية الدولة أوقافا بمليارات الجنيهات ، وحين تقرر الدولة إعادة هذه الأوقاف إليه أسوة بإعادة أوقاف الكنيسة على يد الدكتور محمود زقزوق رحمة الله عليه حين كان وزيرا للأوقاف فى تسعينيات القرن الماضى فسوف تكفيه وتزيد ، ولن يحتاج لمليم واحد من الميزانية العامة ، ومتجاهلا ثالثا أن الأزهر احتفظ تاريخيا باستقلاله ، ولولا هذا الاستقلال لما استطاع الشيخ المراغى أن ييقول لا للملك فاروق . وفى الأيام التالية للهجوم العلمانى الفج على الأزهر وشيخه وعلمائه خرجت عدة مقالات وبرامج تردد هذا الهراء وتزيد عليه ، ولم يصدر صوت واحد يدافع عن الأزهر ويرد عنه الإساءات والاتهامات رغم كثرة البرامج الدينية بالإذاعة والتليفزيون ، وهو مايعكس بشكل أو بآخر المدى الذى وصل إليه النفوذ العلمانى فى وسائل الإعلام . وبينما اكتفى المدافعون عن الأزهر بالتعبير عن غضبهم على منصات التواصل الاجتماعى استجمع كاتب عمود فى إحدى الصحف الخاصة شجاعته وتناول القضية لاليدافع عن سمعة الأزهر وشيوخه وإنما لينصح الإمام الأكبر بألا يتخذ إجراء قانونيا ضد البوق العلمانى المتعجرف ، ولا يستجيب لمستشاريه فى هذا الاتجاه ، فالحوار هو الأفضل والأسلم للوصول إلى كلمة سواء ، ولم يتضمن المقال إشارة واحدة إلى خطأ البوق العلمانى وتجاوزاته وتحريضه الوضيع واتهاماته الظالمة ، بالعكس امتلأ بعبارات المدح والإشادة بثقافته ومناقبه ، مايعنى أن الكاتب يقف فى خندقه ويتبنى رؤيته ويدافع عنه من وراء ستار. وفى النهاية يبقى سؤال مهم لأصحاب العقول : هل هذا وقت ملائم لإثارة الصراعات الأيديولوجية وتوزيع الاتهامات واختلاق المعارك وتشتيت الجهود بينما وطننا فى أمس الحاجة إلى الاصطفاف وتجميع الصفوف والتركيز فى مواجهة الأخطار الوجودية التى تحيط بنا من كل جانب ؟ أفيقوا يرحمكم الله . -