الجمعة 29 مارس 2024 - 03:03 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

" فرحة الثانوية العامة "

الأربعاء 05 أغسطس 2020 10:05:00 مساءً

بقلم: الكاتب د. خالد القاضي

فرحة الثانوية العامة .. تجتمع فيها أحلى المشاعر والأحاسيس.. فهي ليست لمجرد نجاح في سنة دراسية فارقة بين مرحلتي الثانوية والجامعة ، بل لأنها عبور لمستقبل الطالب بتحديد مصيره في كل شئون حياته.. فالأعمال العظيمة تقف شامخة مدى الدهر ، خالدة في قاموس التميز والتفوق ولا تكون وليدة الصدفة ، بل تتحقق بالجهد والمثابرة والطموح.. والكلية التي يلتحق بها الطالب بعد اجتيازه الثانوية العامة هي التي تؤهله لولوج بوابة الحياة العملية بكل انتصاراتها و انكساراتها. فرحة الثانوية العامة تعطي مؤشرات واضحة الدلالة على جدية الطالب الناجح وإدراكه لقيمة جهده و دأبه و عنائه ، فقاموس النجاح لا يحتوي على كلمتي "إذا" و "لكن ".. والفرق بين الناجح والفاشل أن الناجح يفكر في الحل والفاشل آخر ما يفكر في الحل ويلقي اللوم على الأقدار وينسب فشله على الآخرين.. الناجح يرى حلا لكل مشكلة والفاشل يرى مشكلة في كل حل.. الناجح يقول: الحل صعب لكنه ممكن والفاشل يقول: الحل ممكن لكنه صعب.. الناجح لا تنضب أفكاره والفاشل لا تنضب أعذاره.. الناجح يساعد الآخرين والفاشل يتوقع المساعدة منهم.. الناجح لديه أحلام يحققها والفاشل لديه أوهام وأضغاث أحلام يبددها.. الناجح يقول: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك والفاشل يقول: اخدع الناس قبل أن يخدعوك.. الناجح يرى في الدنيا أملاً والفاشل يرى الدنيا ألماً.. الناجح يختار فيقول والفاشل يقول كيفما كان.. الناجح متفائل وفعال والفاشل متشائم وسلبي.. الناجح يتعلق بجلائل الأعمال وعظائم الأمور والفاشل يتعلق بالترهات والقشور وسفاسف الأمور..وفي عبارة جامعة ؛ ( الناجح يصنع الأحداث والفاشل تصنعه الأحداث) . ونفخر جميعا كل عام أن ينضم إلى أوائل الفرحين الناجحين في الثانوية العامة نخبة جديدة ممن أثبتوا استحقاقهم عن جدارة هذا الشرف العظيم الذي سيظل لصيقا بهم طيلة حياتهم ، فهو مصدر استمرار تفوقهم ، ومبعث استنهاض همم غيرهم في السنوات المقبلة . و تعود بي الذاكرة إلى خمس وثلاثين سنة مضت حيث كنت أحد أوائل الثانوية العامة على القسم الأدبي عام 1985 ، من مدرسة فرشوط الثانوية بمحافظة قنا – في أقاصي صعيد مصر – ولم يكن يخطر ببالي يوما أن أحقق هذا المجد العلمي .. و الذي كان سببا في تخوفي الدائم من فقده أو العيش على ذكراه .. وأذكر أن والدي رحمه الله كان يحفزني دوما على مواصلة هذا التفوق بمقولته الشهيرة " لا تعش على مجد قديم . اصنع لنفسك أمجادا متتالية " .. وطوال هذه السنوات وفقني الله كثيرا في مجالات عديدة .. ولكن تظل لفرحة الثانوية العامة نكهة خاصة ومذاق متميز . والثانوية العامة بقدر ما تولده من فرحة غامرة ليس للطالب وحده ولكن لأهله و جيرانه وأصدقاءه ، فهي كذلك تعد مصدرا للقلق و التوتر فترة تمتد طويلا .. تبدأ في أعقاب امتحان الصف الأول الثانوي ، ثم تليها دوامة الاختيارات والمفاضلات للأقسام الأدبية والعلمية وما تحتويه من مواد وعلوم مكتظة بالتفصيلات المرهقة في سن أعتقد أن الطالب – وحتى ذويه- لا يدرك جيدا عواقب اختياراته في هذه السن المبكرة والتي يترتب عليها مستقبل برمته .. ولا استطيع في هذه السطور الإدلاء بكافة مرئياتي حول هذا الموضوع المهم والحيوي جدا لكل أسرة مصرية ، ومن ثم لمستقبل مصر، ولكن أرى في عجالة أن ثمة ضرورة علمية وعملية لإعادة صياغة إطلالة النظام التعليمي على الثانوية العامة في المسيرة التعليمية شكلا و شاكلة .. لعل من أهم محاورها في تقديري ما يلي ؛  استحداث آليات جديدة لتقييم الطالب و الكشف عن مهاراته وقدراته طوال السنة الدراسية وطرح فكرة التربص به في نهاية العام الدراسي في ساعات قليلة لقياس ذاكرته " المجهدة و المتخوفة " ثم تصحيح هذه الأوراق في لجان صماء ليس فيها البعد الإنساني في التواصل مع صاحب الإجابة ..  لا ينبغي أن يكون المجموع هو المعيار الحاكم للالتحاق بالكليات ، ففضلا عن حد أدني مقبول للمجموع يكون الأهم هي المهارات الشخصية للطالب المتقدم ، ولا أدل على ذلك من قواعد القبول بالكليات العسكرية ، و بعض كليات الفنون ، وبعض الجامعات الخاصة( مع التحفظ!) .. فسوق العمل لم ولن يستوعب كل هذه الأعداد المتجددة سنويا .  إيجاد بدائل عملية للتعليم الجامعي بصفة عامة بفرضية أنه ليس هو مآل كل خريجي الثانوية العامة بل هو لعدد قليل من الطلاب ممن تتوافر لديهم الرغبة المؤيدة بالقدرة العلمية، وأعتقد أن هذا المفهوم كان سائدا لفترات طويلة في التاريخ المصري ، فليس معنى إتاحة الرخصة استخدامها ، بل على الطالب أن يواجه نفسه ويحدد طموحه بناء على إمكانياته، وقد يهيئ الله له فرصا عملية لا تتوافر لمن أكمل تعليمه الجامعي( وهم كثير)..  تغيير فكرة تميز حاملي الشهادات الجامعية عمن سواهم .. فالواقع أثبت – في كل دول العالم – أن هذا التعليم الجامعي لا يدل على التميز والكفاءة في مجالات العمل ولكن العبرة – غالبا – بالخبرات المكتسبة من الحياة العملية مع قسط معقول من التعليم ، فلا محيص الآن عن التخلي عن فكرة مجتمع الشهادات .. وأخيرا ..لايسعني إلا أن أزجي أخلص وأصدق التهاني للناجحين في الثانوية العامة، وأتمنى حظا أوفر لمن لم يحالفه التوفيق هذا العام.. وأملي ألا يركن الأوائل ( القادة ) إلى هذا المجد الذي حققوه لأنفسهم وأهليهم ووطنهم ، فهذا التفوق المظفر قد ألزمهم بمواصلة البذل و الجهد والإصرار في المرحلة الجامعية التي تختلف كثيرا عن تلك التي فارقوها . تهنئة لزملائي أوائل الثانوية العامة ودعواتي لكم بمستقبل باهر تسعدون به أهلكم ووطنكم.