الأربعاء 24 أبريل 2024 - 03:38 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

الثقافة والفنون في ميزان التنمية

الاثنين 21 سبتمبر 2020 03:42:00 مساءً

بقلم:محمد ممدوح
استشاري التنمية وبناء القدرات
 
تلعب الثقاقة دوراً جوهرياً في بناء الانسان، وتطوير المجتمع، وتقدمه، وبلورة الوعي الانساني، خصوصا الثقافة ذات الطابع والمضمون الوطني، والحضاري ،التي تعزز الشعور بالفردية، والحرية، والديمقراطية، والمشاركة في الحياة الاجتماعية، والسياسية،والانتماء للوطن، كما انها تساهم في رسم ملامح هوية الفرد وفي تغيير وتنمية عقلية المواطن وصناعة العقل الجمعي الذي يساهم في تماسك واستقرار المجتمع.
 
وترجع اهمية التنمية الثقافية، كاحد محاور العملية التنموية ، الي أن شخصية الفرد تتأثر بالثقافة السائدة، والفنون، حيث تعتبر العلاقة بينهما علاقة تكاملية، تقوم على أساس التأثّر والتأثير، فدور التنمية الثقافية، هو إعادة صياغة البنية الذهنية للإنسان ، بحيث يكون قوة بناء في المجتمع والتعاطي مع معطيات القرن الواحد والعشرين، دون الإخلال بمقومات شخصيته الحضارية والثقافية،وهو ما لن يتحقق، إلا بثقافة تسعى إلى تغيير شامل، وفق رؤية شاملة، مع توظيف كل الإمكانات المتاحة، بجميع منظمات المجتمع، الحكومية و الاهلية.
 
فالتنمية الثقافية ـ بمفهومها الشامل، و أفرعها المتعددة، يجب ان تحتل مكانتها في مقدمة الأولويات الاستراتيجية للعمل التنموي الوطني، فهي القوة الناعمة الأكثر تأثيراً، في مواجهة تيارات الإنحراف ـ السياسي والإجتماعي والأخلاقي ـ الوافدة او المصطنعة ، كما ان صناعة الثقافة الداعمة للاستقرار احد اهم متطلبات جذب الاستثمارات في العصر الحديث، فالاقتصاد والثقافة اصبح بينهم علاقة تأثير وتأثر واضح، كما بين السياسة والثقافة وبين الامن والثقافة .
 
فاذا كان مقياس التأثير العالمي للدول ،يتم علي اساس القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية لها ، الا ان بعض البلدان، تعد القوة الثقافية لها، ومنها الطعام والأزياء والفنون، هي التي تُحدث التأثير الأقوى في العالم الأوسع،هذه البلدان المؤثرة ثقافياً صنفت في الآونة الأخيرة، من قبل مؤسسة "يو أس نيوز أند وورلد ريبورت" في 2018 وفقا لعوامل مختلفة، من قبيل سمعتها كبلدان مرموقة، وعصرية، وراقية، وسعيدة، ومميزة ثقافياً، من حيث الترفيه والمتعة،وعلى الرغم من أن عدداً من الدول العشر الأولى من هذه البلدان يقع في أوروبا، بما في ذلك إيطاليا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، فإن القائمة تضم أيضاً اليابان (التي تتبوأ مرتبة عالية في كونها مرموقة وعصرية)، والبرازيل (لسعادة سكانها ووسائل الترفيه لديهم) والولايات المتحدة (لكونها عصرية ومؤثرة ثقافياً).
 
وتعتبر رؤية مصر الاستراتيجية 2030، احد المرجعيات والموجهات الاستراتيجية للتنمية بابعادها المختلفة، وبالنظر الي الية ادارة وتنفيذ تلك الرؤية الاستراتيجية، نجدها ترتكز علي علاقة التكامل والتعاون، والتنسبق بين منظمات المجتمع في التصدي لقضايا التنمية الثقافية ، الي انه مازال هناك غياب واضح ومؤثر لدور المنظمات الاهلية في تنمية الموارد الثقافية او في تأصيل الفنون داخل المجتمع، وان كان هذا لا يمنع ان هناك بعض المجهودات استثنائية معدودة علي اصابع اليد الواحدة، لبعض المنظمات الاهلية ، مجهودات ينقصها التكامل مع باقي المجهودات لتكتمل الرؤية، فمثلا نجدا ان قصور الثقاقة تعاني من الاهمال وغياب التمويل والمتخصصين في الانشطة الفنية المختلفة في وقت تبحث فيه هذه بعض المنظمات الاهلية عن اماكن متخصصة لممارسة انشطتها.
 
ما تم طرحه سابقا، هو محاولة لتسليط الضوء علي احد اهم ابعاد التنمية، الا وهي التنمية الثقافية والفنون، لما لهما من دور هاما في اعادة صياغة العقل الجمعي للوطن، ما يجعلنا ندعوا الحكومة المصرية الي العمل علي تفعيل الخطط الاستراتيجية للتنمية الثقافية، وتوفير التمويل لها، وان لا تكون ركيزة التنمية الثقافية فقط في البناء والتجديد لمقرات الانشطة، ولكن تكون ركيزتها الاساسية بنا الكوادر وتنمية الموارد الثقافية المختلفة، واعادة احياء الحياة الثقافية بزخمها السابق، وبما يساهم في تحقيق جودة لحياة للمواطنون.