كتبت / آيه محمود عبد الكريم
تعيش الفتاة فى مجتماعتنا العربية فى انقسام لرغباتها واهدافها فى تخبط وحيرة لامرها تعيش صدماتها بين تخيلاتها الورديه لاحلامها البسيطه وبين واقع يملئه الصراعات والمنافسات واحيانا تكون هى المغلوب على امره ليس لضعفها ولكن لطبيعتها عندما تعطى تريد فقط التقدير عندما تفعل تريد فقط ان تمنح الحب تريد دائما المقابل المعنوى خلقها الله سبحانه وتعالى وخلق بها عاطفة الامومه وان صغر سنها فبنت الخمس سنوات تستطيع ان تمنح الحب والعطف والاهتمام ذو عمر العام تستطيع ان تعتنى به ف غياب الام وتحميه وتوفر له احتياجاته .
فبرغم تلك الطبيعه والفطرة التى خلقت بها الفتاة تواجه صعوبات تجعلها محطمه ومحاطة بين اختيارات وصراعات تزيد من مخاوفها .
تسطر الفتاة حياتها بسطور تملأها الرغبه فى لقاء فارس احلامها لتحقق حريتها لتعيش مالم تستطيع فعله حالمه بأنها سترى العالم وتعيش متعته مع فارس بجواد ابيض يحقق لها المستحيل وتبنى معه عشها الصغير ثم تسعى لترضيه وترضي رغباتها فى الامومه ليكتمل حلمها معتقدة ومؤمنه بأنها احسنت اختيار ابا صالحا لاولادها فذلك الرجل التى منحته حياتها وعمرها وتريد ان تقدم له كل ما يريد على طبق من ذهب تريد ان تحصل على ارضائه تعيش لخدمته وتوفير الحياة الهادئه له تريده ان يحقق مستقبل باهر لتفتخر به تريده ذلك الرجل الذي لم يخذلها ابدا تريد ان يعطيها مكانه عاليه كونها زوجة له لتشعر ان لا احد يجرؤ ع تجريحها او مسها بأى سوء فهى فى حمى رجل لا يسمح بأن من كان يكون يخدش احاسيسها بأى اذى ويهاب من حولهم تلك الهاله التى يحاط بها الرجل زوجته ليحميها ويحافظ عليها ويحافظ على كيانهما .
نقرأ كلام الروايات وننبهر به ونعتقد ان هذا هو طبيعه الحياة حتى يصدمنا الواقع بوقاحته وغباءه فى تحطيم تلك الاحلام تلك التى فى مضمونها اقل حقوق الفتاه ومع نزولنا من سقف الاحلام والامال لارض الواقع ترى ان تلك الاحلام تصبح لا شئ فعندما تطل الفتاة بفستانها الابيض وتذهب مع حبيبها لتعيش معه فأول مايسلبه منها هو حريتها وامانها تصبح مرغمه على كل شئ معتقدا انه عندما عقد وثيقة الزواج عليها انها ضمن وجودها ضمن كونها من ضمن ممتلكاتها فيهمل احاسيسها تصبح وعوده مجرد كلام يقال لا يتبعه الفعل محاولا بأن يستدرجها لواقع لا يوجد فيه احلام ورديه واقع فقط يريد ان يسطو عليها لتقوم بمهام ومسئوليات بأن تفعل وتفعل ولا وقت بأن ننظر ماذا تريدين وبماذا ترغبين فالزواج مسئولية ويجب ان تتحملي يجب ان تكونى بجانب زوجك وتعاونيه يجب ان تمنحيه الراحه ليس من المهم ان تشاركيه خطواته يكفى ان تمنحيه بيتا هادئا واكلا نظيفا واطفالا بريئون هذا فقط ماعليكى فعله لا عليكى ان تعلمى عنه شئ.
تتعود الفتاة على هذه الحياة وكما يسردون لها بأن هذا هو الزواج ويجب ان تتحملى لتسير المركب ولتسير الحياة ولكى لا تهدمى بيتك ولا تشردى اطفالك فلا احد يحتمل احد طبيعة الحياة ويجب ان تعيشيها والا تنفصلى وتحصلى على لقب مطلقه وماابشع ذلك ستكونين منبوذه ويخاف كل من حولك سيرون فيكى مخربة البيوت وان لم تدخلى فى امور احد هناك من يخشي ان تحسديه وان كانت حياته ليس بها مايحسد عليه وهناك من يخفى عليكى اخباره ومن يقطع علاقته بكى ظنا بأن بيته سيهدم مثلك فيجب ان تحميه منك ؛ ستواجهين عواصف من الظنون ومن الخيبات ومن كان يواسيكى بالامس سيصبح الشخص الذي يحذر الجميع منك .
تتبعا للواقع وخيباته تواجه الفتاة بمفردها افعال اهل الزوج الامر الذى يجب ان يكتب عنه كتبا وان يحكى عنه بشيئا من القوة والصرامه ووضع حلولا له فالواقع بأن اغلب البيوت الان تهدم لكون اهل الزوج لا يستطيعون ان يتفهموا طبيعة زوجة الابن فهناك ازواج يتركون تلك الفتاة التى كسر لها ضلعا لكى يستطيع ان يجعلها تحت أمارته يتركها ايضا تحت امرة اهله لا يتدخل بينهم يفعلون مايشاءون ويصبح الامر وقاحة ان كان مايسمونه فى بيت العيلة فهى فتصبح الزوجة ملزمة بمسئوليات ليست من شأنها ولكن مرغمه عليها تصبح اسيرة لرغبات زوجها وايضا اهله فتكتشف الفتاة بأن فارس احلامها تزوجها فقط لتلبى احتياجاته هو ومن معه اى خادمه ليس كما فى الروايات بأن الزوجه شريكه الحياة وان الزواج بيتا ومملكة تتوج بها الزوجة فلا شئ يمر الا بآخذ رأيها بأن يتناقشا سويا فى امور حياتهم وان تسير الحياة وفق تفاهمهما وبناء مستقبل لهما ولابناءهما ويصبحان متشاركان فى كل شئ فى البيت والاحلام وخطوات مستقبلهم كل ذلك كان من نسج خيال الكاتب لا اكثر .
فتصارع الفتاة امورا لم تحسب لها حسبانا ففى الماضى كانت فى حيرة من امرها تفعل كما تحلم كل فتاة ان تتزوج وتبنى العش ام تكمل دراستها وتكون شخصيه مستقلة وماعواقب ذلك هل سيطلق عليها لقب عانس هل لا تستطيع ان تصبح اما ام ان تتزوج وهى وحظها فالزواج فى منظور المجتمع العربى بطيخة ولكى مابداخلها اما حمرا او قرعه.
وفى النهاية من يدفع الثمن الابناء الذين يفقدون طفولتهم وحياتهم فى جو اسرى صحى وسعيد ليطلقوا العنان لحياة ومستقبل كله قوه ونجاح ام تهزمهم صراعات اسرية وتحطم امالهم .
او الزوجة التى اصبحت بائسه واصبحت فى منتصف الطريق لا تستطيع منه الرجوع اما ان تتناسي احلامها وتتخطى امورا تفوق تحملها وارادتها وتقوم بمهام تنسيها كونها انثى تتذكر فقط ان عليها واجبات وليس لها اى حقوق .
ام الزوج الذى نشأ فى مجتمع اعطى له كل الحرية وبرر له كل فعل قبيح وان من حقه يفعل كل مايريد اذا تطاول على زوجته تصبح هموم الحياة والمسئوليات التى على عاتقه تجعله شرسا فيجب ان تتحمل الزوجة وتخفف عنه همومه وان تبعده عنه اى ضغوط ليهدأ باله وان تترك له مساحه من الحرية .
هذه هى الحياة بكل وقاحتها وانانيتها لا تأتى سوى على الضعيف لا تأتى الا على من يعطى اكثر اما من يستقوى ويكون بخيل عليها فيصبح هو الاصلح والاتقى لتنزل الستار على خيبات وامال تلك الفتاة التى فقط كانت تريد ان تبنى عشا صغيرا فهى لا تبنى عشا ولا تصنع مستقبلا .