الخميس 28 مارس 2024 - 10:23 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

البداية والنهاية

السبت 28 يناير 2017 01:43:50 مساءًمشاهدات(1522)

 

يا ترى متى بدأت حياتك؟ وأين؟ بصرف النظر عن مكان ولادتك.. سواء أكنت فرنسي الجنسية أو صومالي المنشأ.. فقد بدأت حياتك يقيناً في ظلمات ثلاث..  ظُلمة الرحم وظُلمة المشيمة وظُلمة البطن.. يتساوى في ذلك أنا وأنت.. وهو وهي.. يتساوى في ذلك المؤمن والكافر.. والفقير والغني.. بدأت حياتك داخل ظُلماتك ببطن أمك.. سكون تام وهدوء كامل رغم ضجيج من يطوفون حول وجودك ويتحدثون عنك.. سكون داخلك أيها المخلوق الضعيف ولا تقوى على تغييره رغم صخب الحياة من حولك حتى تخرج من ظُلمتك تلك ومعك كتابك بصفحاته البيضاء وسطوره الخالية لا تشوبها شائبة..  تخرج من رحم أمك حيث الهدوء والطمأنينة على الدنيا فيبكيك ضجيجها ويفزعك صوتها ويرهبك بريقها لتبدأ رحلة الله وحده يعلم متى وأين ستنتهي لتعود إلى حيث أتيت.. إلى بطن أمك.. أمك الأرض.. تبدأ حياتك بطفولة سرعان ما تنتهي لذتها وسرعان ما تنقضي أيامها لتبدأ رحلة التدوين.. تدوين أعمالك في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.. رحلة الاختبار والامتحان والابتلاء.. يا ترى فيم سيكون ابتلاؤك ...؟ ولكن حتماً ستُبتلى.. حتى تُعتمد أوراق عودتك إلى عالم الظُلمات.. في بطن قبرك.. يتساوى في ذلك أنا وأنت.. يتساوى في ذلك الأنبياء والأمراء والرؤساء.. والفقراء والمشاهير والنجوم التي طالما تلألأت في سمائنا ثم هَوَت لتعود إلى مستقرها ومستودعها (كما بدأكم تعودون) 
في مشهد معاكس ليوم مجيئك حيث أتيتَ إلى الدنيا باكياً والجميع من حولك يفرحون ويضحكون في انتظارك.. فستدخل إلى عالمك الجديد (عائداً) وهم من حولك يبكون.. لقد صرتَ وحيداً مجدداً لا تقوى على الحركة و إن كنت تشعر بمن حولك فلا تملك أن تحرك ساكناً فيك من جوارحك و قد سلبك الله عز و جل ما وهبك من قدرة على الحركة بل هم من يمهدون لك مرقدك يا صديقي..  سيبقون معك ساعة ثم تسمع من يقرأ ومن يدعو و قد انحسرت الأصوات و بعُدت ثم الهدوء التام في الظلام التام و الوحدة التامة في أولى مراحل النهاية.. و ما بين ظُلمة الرحم و ظُلمة القبر تمر سنواتك و كأنها يوم أو بعض يوم.. ما بين البداية والنهاية ساغات ودقائق ليس إلا.. فاغتنمها ولا تفرط فيها هباء.. ففي مرقدك ستتمنى لو تعود لدقائق إلى دنياك ولكنك لن تعود.. فالطريق ذو اتجاه واحد يا صديقي..