الخميس 28 مارس 2024 - 11:13 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

مركز الانطلاق الإسرائيلي لأفريقيا والرصد المصري للأحداث

الثلاثاء 11 يوليو 2017 09:54:28 مساءًمشاهدات(2025)

 

تسعى إسرائيل منذ فترة طويلة إلى تقوية علاقاتها مع الدول الأفريقية، فقد كانت من أوليات الدول التي افتتحت لها سفارة في غانا بعد استقلالها عن بريطانيا، وتم إنشاء الغرفة التجارية الإسرائيلية الأفريقية عام 1994. وبحلول أواخر التسعينات أصبح عدد الدول الأفريقية التي تُقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل 48 دولة، ولكنها نشطت حالياً بشكل مكثف في علاقاتها مع أفريقيا، مستغلة الظروف التي تحيط بالمنطقة، الأمر لا يقتصر على هذا فقط وإنما سعت إسرائيل لإيجاد علاقات تاريخية بينها وبين الدول الأفريقية مثلما فعلت مع فلسطين عندما ادعت الحركة الصهيونية أحقيتها في أرض الآباء والأجداد- كما يصفونها- وربطتها بتاريخ بني إسرائيل مخالفة بذلك كافة الحقائق التاريخية، فسعت إسرائيل عبر وسائل إعلامها وعبر رجال حكومتها إلى نشر فكرة علاقة صهر ونسب تجمعها مع إثيوبيا، باعتبار أن المواطنين الإثيوبيين هم أبناء ذرية النبي سليمان بزواجه من بلقيس ملكة سبأ عندما ذهبت إليه وآمنت برسالته، وبهذا الادعاء يكون أهل إثيوبيا طبقاً للمزاعم الإسرائيلية هم أيضاً من بني إسرائيل؛ وبذلك تتحول العلاقة من كونها علاقات دبلوماسية إلى علاقة قرابة، ولذلك صرح نتنياهو في كلمه له بأن مشاركته في قمة دول غربي أفريقيا «ECOWAS» «التي انعقدت في مونروفيا عاصمة ليبيريا جاءت بفضل صداقة إسرائيل بإثيوبيا وعدد من رؤساء الدول الأفريقية الأخرى، وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي نظيره الإثيوبي بضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي فيما بينهم، ولا يقتصر الأمر عند هذا الحد بل إن نتانياهو يسعى دائماً لإحياء ذكرى مصرع شقيقه كلما وصل لمطار عنتيبي، والذي لقي حتفه في مطار عنتيبي عندما قامت فرقة كوماندوز إسرائيلية في 4 يوليو 1976 بتحرير ركاب طائرة كانت متجهة من تل أبيب إلى باريس، واختطفها فلسطينيون وألمان إلى عنتيبي، كما شهدت إثيوبيا جولات مكوكية لوزراء خارجية إسرائيل وخاصة سيلفان شالوم لتفعيل علاقات الصداقة وتقوية العلاقات مع الدول الافريقية».
 
وتسعى إسرائيل بهذه التحركات إلى تقوية علاقاتها بالدول الأفريقية بحيث تكون إثيوبيا امتدادًا للمصالح الإسرائيلية ومركز التحرك الإسرائيلي في أفريقيا، ولعل هذا الأمر دفع مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية، السفير جمال الشوبكي، لعقد جلسة طارئة لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث التصدي للتغلغل الإسرائيلي المتنامي في القارة الأفريقية، وأوضح «الشوبكي» أن إسرائيل تحاول استمالة تأييد الدول الأفريقية لها والالتفاف على مكانة القضية الفلسطينية في القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن هناك نية لتنظيم قمة أفريقية- إسرائيلية، في جمهورية توجو 16- 20 أكتوبر المقبل، وغيره من التحركات الإسرائيلية في هذا السياق، ويسعى نتانياهو إلى فتح آفاق تعاون في كافة المجالات مع 54 دولة أفريقية، ولذلك قام نتانياهو العام الماضي بزيارة إلى 4 دول من حوض النيل، هي: إثيوبيا وكينيا وأوغندا ورواندا، كما تسعى إسرائيل لتقوية علاقاتها مع السودان حيث أوردت صحيفة «هآرتس» عن دعوة إسرائيل للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى تحسين علاقاتهما مع السودان ، في الوقت الذي غازلت فيه السودان إسرائيل في القمة العربية بنواكشوط، حين رفضت مشروعًا لإحالة مسؤولين إسرائيليين إلى المحكمة الجنائية الدولية، التحركات الاسرائيلية في افريقيا تفتح لإسرائيل مجالات شاسعة في التعاون الاقتصادي لاستغلال الأراضي البكر في الدول الأفريقية والمياه العذبة، إلى جانب توسيع نطاق نفوذ إسرائيل السياسي والعسكري في هذه الدول، بالإضافة إلى التأثير على الأمن القومي المصري وعلى مياه النيل، وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن مصر قادرة على الوقوف ضد المخططات الإسرائيلية، ولكن الأوضاع التي تمر بها المنطقة وانهيار دول الطوق والأوضاع الاقتصادية الداخلية تقف عائقا أمام التحركات المصرية، لكن الدبلوماسية المصرية في تحركاتها والجولات المكوكية للقيادة السياسية تسعى بكل قوتها لتقوية علاقات مصر بالقارة الأفريقية واستعادة دورها الأفريقي، كما أنها ترصد بالفعل ما يجري في أفريقيا لأنها تعلم بالفعل مدى خطورة التسلل الإسرائيلي لأفريقيا، وعلى الرغم من كافة المحاولات الإسرائليلية إلا أن دول العالم تتعامل مع مصر كدولة أفريقية كبرى وباعتبارها مفتاح أفريقيا ومدخلا لسوق افريقية كبيرة؛ وهو الأمر الذي أوضحه الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مشاركته في مؤتمر «الاستثمار في البنية التحتية في الدول الأفريقية»، وذلك بحضور الرؤساء الأفارقة المشاركين في القمة التي تنظمها الرئاسة الألمانية لمجموعة العشرين للشراكة مع أفريقيا، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس بنك التنمية الأفريقي، حيث أكد خلال الجلسة أن أفريقيا تتمتع بمقومات التنمية والنمو الاقتصادي التي تتيح للقارة تحقيق طفرة تنموية إذا ما توفر التمويل اللازم، بالإضافة إلى احتياج القارة إلى آليات جديدة وغير تقليدية لتمويل بنيتها التحتية، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لم تسعَ الدول العربية الخليجية إلى فتح مجالات استثمارات كبرى في أفريقيا عبر التعاون مع مصر لخبرتها العميقة في هذا المجال مثلما تفعل أوروبا؟ وألم يكن من الأجدر على دولة مثل قطر أن توجه أموالها التي خصصتها للإرهاب والعمليات الإرهابية للتعاون من أجل تحقيق التنمية في أفريقيا تحت مظلة مصرية؟ على الأقل كانت ستساعد على البناء والإصلاح بدلًا من الهدم والتخريب، وكانت ستحظى باستحسان كافة دول العالم لدورها في التنمية.