كثيراً ما يتهمون الخريفَ بأنه يسلبُ من الطبيعة جمالها، ولكن عندما أمعنتُ النظر لوهلة بما يُحدثه الخريف عند التقائهِ بشجرة مُحمّله بالأوراق التى لا فائده لها سوى أنها حِمل ثقيل عليها، وتزيد منها قُبحاًبعدما فقدت زهوة ألوانها فبلمسته الخاصة داعب برياحهِ أغصانها الجامده كالصخر فبدأت بالتراقُص و بالتزامن مع رقصها بدأت الأوراق بالتساقط واحدة تلو الأخرى وكأنه عزف لها مقطوعتها الموسيقيه المفضله. أتعجبُ من تناغم الطبيعه هذا! وكأنه يهمس لها أنه حان الوقت بأن تتساقط كُل الأعباء والثِقل التى مُلئ بها قَلبُكِ تلك التى سَرقت جَمالُكِ.
دعِ عنكِ تلك الهموم فهناك ماهو أجمل بإنتظاركِ ،هناك مطر قادم يشفى جراحكِ ويُعيد لكِ روحكِ ، وربيعاً بإنتظارك، بلمستةِ الحانيه يُخلص الطبيعه من كل هذا الذبول الذي نراه الآن لتزهر لنا من جديد.