السبت 20 أبريل 2024 - 03:58 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

أساطير العولمة !!

الجمعة 01 يوليو 2016 12:26:12 مساءًمشاهدات(714)
 
شكلت العولمة نوعاً من المسكنات الفكرية التى تهدد وتلهى ضحاياها فى العالم الثالث ، بينما تقوم الدول الغنية بإصابتهم بالشلل لكي يتأكدوا أنهم لن يستطيعوا إطلاقاً تحدى القوى الإمبراطورية ، وهى كذلك صممت لكى تقنع أصحاب النزعة الإمبراطورية الأمريكية الجدد بأن الدول " المتخلفة " هى التى تجلب الفقر لنفسها بسبب " فساد رأسمالية المحاباة " ، وحتى عالم الاقتصاد البارز جوزيف ستجليتز الحائز على جائزة نوبل و المدير السابق لإدارة البحوث فى البنك الدولي ، قد أقر بأنه " أصبح بديهياً أن اتفاقيات التجارة الدولية ، التى تتحدث عنها الولايات المتحدة بكثير من الفخر منذ سنوات قليلة ، كانت مجحفة جداً بالنسبة لدول العالم الثالث ، و المشكلة مع مروجي العولمة ، هى أيديولوجية السوق الأصولية و الإيمان بأسواق حرة و غير مقيدة التى لا تسندها النظريات الحديثة و لا التجربة التاريخية .
ويجب أن يضاف إلى ذلك أنه حتى شهر نوفمبر 1999 عندما واجه خمسون ألفاً من المعارضين منظمة التجارة العالمية  فى سياتل و بدأوا فى إجبار العالم الأول على أن يعترف رغماً عنه بممارسة الاستغلال و النفاق ، لم تصبح تصريحات ستيجلتز " أمراً بديهياً " ، ولم تظهر نظرية اقتصادية أكاديمية حديثة لتتصارع مع الطبيعة الحقيقة للعولمة .
ولا توجد أيه حالة معروفة أدت فيها العولمة إلى انتعاش أية دولة فى العالم الثالث . ولم تنل أية دولة من الأربع و العشرين التى تعتبر رأسمالية متقدمة بدرجة معقولة ، بغض النظر عن مبرراتها الأيديولوجية ، ما هى عليه الآن بفضل إتباعها أياً من الوصفات التى تضمنتها نظرية العولمة . ووفقاً لما ذكره دى ريفيرو فإن ما أنتجته العولمة ليس دولا صناعية جديدة ، وإنما أنتجت نحو 130 اقتصادا غير قابل للحياة ، أو ما هو أسوأ ، كيانات مختلة لا سبيل إلى السيطرة عليها . وهناك دليل عرضي على أن هذه النتيجة هى ما قصده مؤلفو العولمة على وجه التحديد .
فى عام 1841 كتب عالم الاقتصاد الألماني البارز فريدريش ليست ،  كتابة الرائع " النظام الوطنى للاقتصاد السياسي " : " هناك حيلة ذكية شائعة جداً وهى أنه عندما يتسلق أي شخص إلى قمة العظمة يرفس السلم الذي صعد عليه حتى يحرم الآخرين من وسيلة الصعود وراءه . وتعتبر الكثير من الاقتصاديات الأنجلو – أمريكية الحديثة وجميع نظريات العولمة محاولات لإيقاع السلم بعيداً .
و باختصار لقد فعلت الاقتصاديات القليلة الناجحة فى العالم بالضبط عكس ما قال بة المرشدون الروحيون للعولمة بوجوب فعلة . وكانت النتائج كارثية فى الأماكن التى لم يكن أمام المديرين الاقتصاديين خيار غير إتباع إرشادات العولمة مثل " حرية التجارة " وبيع المرافق العامة بأبخس الأسعار ، وإلغاء القيود على تحركات رؤوس الأموال .
ومنذ بداية الثمانينات تقريبا بدأت الولايات المتحدة تحت ستار العولمة ، إستراتيجية جديدة لانجاز هدفين أساسيين :  الهدف الأول تشويه سمعة الرأسمالية المدعومة من الدولة مثل تلك التى فى اليابان لمنع انتشارها إلى أى دولة غير الدول الصناعية ، والهدف الثاني هو إضعاف سيادة دول العالم الثالث حتى تصبح أكثر اعتمادا على كرم الدول الرأسمالية المتقدمة ، وتعجز عن تنظيم نفسها لتشكل تكتلاً لقوة تتعامل مع الدول الغنية على قدم المساواة .