لا شك أننا نعيش أياماً مليئة بالفتنة ... فتنة يختلط فيها الخطأ بالصواب.. فتنة يموج فيها الأبيض بالأسود حتى أصبحت الحياة رمادية اللون.. من قتل وسرق ونهب وخان؟هؤلاء.. لا لا.. أولئك 

الحريق واحد والروايات عشرة.. القتيل واحد والمتهمون مائة.. ولكنه عند الله واحد.. فهو سبحانه وتعالى أعلىوأعلم.. يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.. 

في أي عربة من عربات المترو..  في أي تجمّع للموظفين أو طلبة الجامعة هذا يقسم لك أن الأخوان هم من حرق الحرائق.. و هذا يقسم لك مؤكداً أن أصحاب العقارات القديمة هم من أشعلها ليتم اخلاؤها و يستعيد ملكيتها (علىالزيرو) .. و هذا يتهم هذا و هذا يتهم هذا .. و أنا أقول للجميع أننا سنلتقي جميعاً بالمتهم الحقيقي يوم التلاق.. ففي يوم التلاق يلتقي أهل الأرض بأهل السماء.. سنرى الملائكة بعدما آمنا بهم بالغيب.. الغيب سيصبح شهادة.. نعم .. وفي يوم التلاق يلتقي كل انسان بجميع أنسابه وآباءه وأجداده حتى آدم عليه السلام.. و في يوم التلاق يلتقي الظالم بمظلومه و القتيل بقاتله.. وسنراه جميعاً حيث لا يستطيع الإنكار أو التدليس على رب العالمين كما فعل مع قاضي الجنايات (بشهودزور) و (مستنداتمزورة) حتى يحصل على البراءة ويصير وجيهاًبيننا.. كلا .. سنراه جميعاً حين يلتقي بمن قتله في يوم التلاق.. يوم هم بارزون.. 

لا تتعجل يا بني آدم في الحكم على الأحداث.. أصبر قليلاً .. فيوم التلاق قريباً حيث نلتقي جميعاً و قد تلوثت أيادينا بأفعالنا.. و لا نستطيع الإنكار كما كنا نفعل في الدنيا.. 

فمن حرق الرويعي سنلتقيه في يوم التلاق .. و من قتل عماد عفت سنلتقيه في يوم التلاق.. و من قتل اللواء البطران سنلتقيه في يوم التلاق .. من حرق مسجد رابعة بسجاجيده ومصاحفه  و منبره سنلتقيه في يوم التلاق .. اصبر و لا تزايد .. أصبر يا أحمق و تمهّل .. فالله يعلم الحقيقة الكاملة والوحيدة.. رواية واحدة في كل حدث من أحداث الفتنة .. سنعرفها قريباً .. و سنرى أطرافها ونلتقيهم.. في يوم التلاق.. يوم هم بارزون.. لا يخفى على الله منهم شيء.. لمن الملك اليوم.. لله الواحد القهار.