الأربعاء 24 أبريل 2024 - 10:58 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

نقابة الصحفيين الفلسطينيين تجربة مختلفة وأمل كبير (حلقة 2)

السبت 13 أغسطس 2016 10:24:57 صباحاًمشاهدات(735)
عندما كتبت الحلقة الأولى من هذا المقال يوم  العاشر من آذار 2016، عملت تحت تأثير ووقع تحول هام، وجدته استراتيجيا في مسار نقابة الصحفيين الفلسطينيين، التي عانت لسنوات من ثلاث تحديات: أولها حالة الترهل، وثانيا وجود نقابة موازية في قطاع غزة، وأخيرا التأثير البارز للقوى السياسية في عمل النقابة وتوجهاتها وخططها.
إن نقابة الصحفيين الفلسطينيين تثبت يوما بعد آخر بأنها تتعافى من نقاط الضعف، وإشكاليات الماضي، فإن كان يميل البعض للقول إن مرحلة إعادة التأسيس كانت عام 1978، فأنا مع هذا القول من ناحية وطنية ونضالية، ولكن إذا ما نظرنا إلى تجربة مهنية عميقة ومتجذرة، ولها تأثيرات على المستوى الإقليمي والدولي، وحتى الداخلي، فيمكن اعتبار تاريخ 10 آذار/ مارس 2010 هو التاريخ الفعلي لإعادة التأسيس، لأنه العلامة الفارقة على صعيد تراكم الانجازات المهنية مثل التأمينات والدفاع عن الحقوق والوقوف مع الصحفيين في وجه أرباب العمل، والدفاع عن المعتقلين ورفض الاعتقال الاحتياطي...الخ، إضافة إلى خلق حالة من الندية مع كل الأطراف التي تتداخل أو تتعارض مع عمل الصحفيين الفلسطينيين.
إن الندية مع الاحتلال وضد الانتداب ليست وليدة اللحظة فهي كانت منذ إنشاء نقابة الصحفيين الفلسطينيين العرب في مدينة يافا عام 1922، وهذه الندية واكبت مسار النقابة في جميع مراحلها، وطالما كان شعارها دائما "استقلال القرار الوطني"، وطالما أعلنت دائما موقفها ضد التطبيع.
وهذه الندية برزت بوضوح عندما ساهمت النقابة في بدايات الاحتلال الإسرائيلي بكشف حقيقة الصحفيين العاملين في صحيفة "الأنباء"؛ نظرا لعلاقاتهم المشبوهة مع سلطات الاحتلال، وبرزت بشكل جلي عندما كلف الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد" شخصيات مهنية ووطنية عملت أساسا في وسائل إعلام محلية وخصوصا جريدة "الشعب"، وجريدة "القدس" بتشكيل جسم وطني نضالي برئاسة الأستاذ أكرم هنية.
لقد تشرفت بالانتساب إلى نقابة الصحفيين في شهر آب 1998، وهذا منحني فرصة للاطلاع على واقع النقابة جيدا، مستفيدا من عملي في محافظتي رام الله والقدس، وأجزم بأنه قام على قيادة النقابة في مختلف مراحلها زملاء لها تاريخ نضالي مشرف، وأن المختلف هو تراكم العمل النقابي وتحقيق الإنجازات للصحفيين. 
والجديد والمختلف منذ العاشر من آذار/مارس 2010 هو رفد النقابة بدماء جديدة، وبكفاءات مهنية من المتخصصين وخريجي الصحافة والإعلام وعلوم الاتصال، ومن الأشخاص الأكثر التصاقا بالواقع الصحفي، ووضع محددات واضحة للعضوية، بعيدا عن إملاءات القوى والأحزاب التي حرصت في السابق على وضع أشخاص من المتنفذين سياسيا في قيادة النقابة وفي مؤتمرها العام.
وعلى عجالة أسرد بعض الوقائع الداخلية التي أظهرت بشكل لا يدعو للشك بأن النقابة خرجت من عباءة وقيود الفئوية الضيقة، فإعلان النقابة عن فتح مقراتها ووضعها تحت تصرف قناة "فلسطين اليوم" الفضائية هو مؤشر هو التوجه السريع نحو المهنية، وما يعزز من هذه القناعة تبني النقابة لقضية الصحفي محمد القيق (رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت وأحد قادة الكتلة الإسلامية في هذه الجامعة سابقا)، وكذلك رفضها لتوقيف الصحفي محمد خبيصة.
إن هذه المواقف مهمة لأن قناة "فلسطين اليوم" تتبع فصيلا من خارج منظمة التحرير الفلسطينية؛ ولأن الصحفيين المذكورين يتبعان جهات سياسية هي خارج إطار المنظمة، ما يعتبر ردا مناسبا على كل من يدعي بأن النقابة تخص هذا الفصيل دون ذاك.
بلا شك أن هذه المواقف التي تزامنت مع انجازات هامة للغاية على الصعيد الدولي والعربي مثل انتخاب نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر في منصب نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب، وحصول فلسطين على عضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحافيين، وعضوية لجنة النوع الاجتماعي في الاتحاد الدولي، أكسبت النقابة زخما واحتراما مقطوع النظير.
فعلى الصعيد الداخلي أصبحت كلمة النقابة والنقيب أكثر تأثيرا، وأصبحت أكثر قبولا، وهذا يفسر تبني رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس "أبو مازن" وحكومته لإعلان "حرية دعم الإعلام في العالم العربي"، لتكون بذلك فلسطين أول دولة عربية تقوم بهذه الخطوة الهامة، الأمر الذي قوبل بترحيب دولي كبير.
كما أن النقابة بهذه الإنجازات تدعم الصحفي الذي هو عرضة للملاحقة على خلفية عمله المهني، فمجرد حدوث أية قضية تسارع نقابة الصحفيين دون تردد  إلى إصدار بيان شجب، وكذلك رفع شكوى إلى القضاء ومخاطبة النائب العام انطلاقا من قاعدة رفض الحبس الاحتياطي للصحفيين، وأن "المتهم برئ حتى تثبت ادانته".
إن من يراقب النبرة القوية التي أصبحت السمة البارزة في بيانات نقابة الصحفيين الفلسطينيين يصل إلى خلاصة مفادها أن نقابة مهنية قوية قادرة على التأثير والتغيير وقادرة على أن تكون ندا.
باختصار هكذا نريد النقابة: وطنية، ومهنية، وندية، وتمثل الكل الصحفي، وليبقى شعارها "الوحدة قوة"، و"نعم للأخوة والرفاق ولا للانشقاق".