السبت 20 أبريل 2024 - 03:11 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

كيف انتصرتْ تركيا على مصر فى معركة القوة الناعمة؟

الأحد 25 سبتمبر 2016 08:21:12 صباحاًمشاهدات(761)
يصل عدد مشاهدى الدراما التركية حول العالم إلى (400) مليون مشاهد فى (140) دولة.. بينما تتنافس الفضائيات المصرية فى عروضٍ ركيكة.. تتصارع على حِفنة إعلانات لدى جمهورٍ محدودٍ.
 
(1)
 
نشر موقع «بى بى سى» تقريراً مثيراً حول «اكتساح الدراما التركية لقارة أمريكا الجنوبية».. وكان من بين ما جاء فى التقرير.. أن المسلسلات التركية أصبحت الأكثر مشاهدة لدى شعوب دول أمريكا الجنوبية.. حتى بالمقارنة بالمسلسلات الأمريكية والمسلسلات المكسيكية.
 
وفى جمهورية تشيلى.. فاز المسلسل التركى «ألف ليلة وليلة» بجائزة أفضل عمل تليفزيونى، وفى الأرجنتين حاز مسلسل «ما ذنب فاطمة جول؟» على نسبة المشاهدة الأعلى.. حيث زاد عدد الذين تابعوا المسلسل على (12) مليون مشاهد.
 
(2)
 
حين وصل الرئيس أردوغان إلى السلطة فى تركيا كان يعرف جيّداً أن لديه مشروعاً إقليمياً يتوجّب أن يشمل إعادة بناء القوة الناعمة التركية.. ذلك أن الجيش التركى لا يمكنهُ الذهاب إلى حيث يريد «أردوغان».. ولكن الشاشة التركية يمكنها أن تتسع لتشمل المنطقة المجاورة، ثم تتسع لتشمل العالم بكامله.
 
نجح «أردوغان» ونجحت تركيا.. وأصبحت إستانبول معروفة.. شوارع ومنازل، طعاماً وحديثاً، تاريخاً وحاضراً.. لدى مئات الملايين، وأصبح نجوم ونجمات الشاشة التركية هم نجوم ونجمات مئات الشاشات حول العالم.. ومئات الملايين من المعجبين.
 
لقد وصلت مبيعات الدراما التركية من (عشرة آلاف دولار) عام 2004 إلى (ربع المليار دولار) عام 2015.. ويجرى التخطيط لتصل إلى أكثر من (مليار دولار) خلال سنوات!
 
(3)
 
لماذا إذاً نجحت الدراما التركية؟.. يجيب خبراء «بى بى سى» ووسائل إعلام أخرى.. أن الأمر كان مخططاً بعناية.
 
لقد تم تقديم «الرومانسية» فى ظل غياب الرومانسية، وتقديم الطبيعة الجميلة الهادئة فى ظل سطوة الطبيعة القاسية العنيفة. كما تم تقديم العائلة فى ظل سطوة «اللاعائلة».. والموضوعات الجديدة فى ظل تكرار الموضوعات القديمة التى تدور بين الجنس والجريمة.. ووراء ذلك كله دولة مسئولة.. تعرف جيداً ما الذى يخرج من عندها للعالم.
 
لقد نجح الرئيس أردوغان فى أن يثير «أزمة مفتعلة» حول مسلسل «القرن العظيم» أو «حريم السلطان»، ودافع عن السلطان سليمان القانونى.. وقال: إن حياة السلطان لم تكن محصورة بين الخمر والنساء.. بل إنه كان على جواده محارباً ثلاثين سنة.
 
أوصل «أردوغان» رسالتيْن؛ تعظيم السلطان، وتأكيد استقلال الدراما التركية.. رغم أن الأمر لا يحتاج عناءً لكى يعرف المتابع أن الرئيس الذى قمع الصحافة والإعلام والقضاء.. لا يمكنه أن يترك ما هو أخطر لمجرد حفنة من المخرجين والمنتجين، أو مجموعة من مسئولى القنوات ومندوبى المبيعات.
 
الدولة التركية هى التى تخطط وترعى القوة الناعمة التركية، وتعمل كافة المؤسسات على تنفيذ هذه الرؤية التى تأتى ضمن رؤية أوسع.. لمشروع إقليمى تريد أن تصل فيه تركيا إلى «مكانةٍ تقع فى منتصف الطريق» بين الحاضر كدولة.. والماضى كإمبراطورية.
 
(4)
 
تمضى القوة الناعمة التركية جائزة تلو الأخرى.. فى الأدب والعلوم، ودولة تلو الأخرى فى مشاهدة المسلسلات والإعجاب بنمط الحياة. وبعد اكتساح العالم العربى.. جرى ترجمة المسلسلات التركية باللغتين الإسبانية والبرتغالية فجرى اكتساح أمريكا الجنوبية.. واليوم تجرى الترجمة باللغات الآسيوية والأفريقية.. للوصول إلى «المليار مشاهد»!
 
(5)
 
فى المقابل.. كانت القاهرة عاصمة القوة الناعمة فى الشرق بكامله، كانت أعلى من بكين ونيودلهى.. ولم يكن هناك وجود للقوة الناعمة الإيرانية أو التركية أو غيرهما.
 
لم نعد كذلك، ولم تعد قوتنا الناعمة كما كانت.. تراجعنا كثيراً كثيراً.. هبط مستوى النجوم فى كل شىء، ولم تنهض صناعة نجوم آخرين.. بل انتعشت صناعة خطيرة هى «صناعة إطفاء النجوم»!
 
قوة مصر الناعمة التى كانت فى حالة وهج مستمر.. وإبهار لا نهائى.. أصابها الانطفاء.
 
(6)
 
تحتاج بلادنا إلى إعادة رسم خريطة القوة الناعمة.. وإلى إعادة الإضاءة إلى مراكز قوتنا ونفوذنا.. وإلى قطع طريق «تحالف القبح».. من الجريمة والجنس والمخدرات.. وإطلاق «تحالف الحضارة».. من الحق والخير والجمال.
 
تحتاج بلادنا إلى إنهاء «تحالف عديمى الموهبة».. ومنح المستقبل للذين يحْلمون ويقدِرون.
 
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر.