الجمعة 29 مارس 2024 - 03:27 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

مبادرات ورؤى عُمانية لدعم وحدة الصف الخليجي

الثلاثاء 06 ديسمبر 2016 05:09:00 مساءً

خاص: مسقط
 
تأتي المشاركة العُمانية في مؤتمر القمة السابع والثلاثين لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يعقد في العاصمة البحرينية "المنامة" يومي السادس والسابع من ديسمبر 2016 إيماناً منها بأهمية اللقاءات التي تجمع الأشقاء لمناقشة كل ما من شأنه أن يعزز مسيرة التعاون الخيرة، ويلبي المزيد من آمال وتطلعات شعوب دول المجلس.
وقد سعى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي إلى تدعيم وحدة  الصف الخليجي من خلال طرحه لمبادرات بناءة تجسد رؤيته لمستقبل المنطقة، فكان أول من طرح فكرة مجلس التعاون الخليجي، التي تعزز الكتلة الخليجية في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية.
وفي هذا السياق جاء حديث للسلطان قابوس قال فيه: "نبدأ بما تم الاتفاق عليه حتى لا تتعطل المسيرة، وفي الوقت نفسه يتم البحث في النقاط التي لم يتفق عليها، لسنا في عجلة، فما لم يتحقق تنفيذه في هذا العام يمكن أن يتحقق في العام الذي يليه أو في مرحلة أخرى".
 
وباتت تلك الرسالة العمانية بشأن التعاون الخليجي الإقليمي، أحد العناصر الرئيسية للسياسة العمانية التي كان يقودها ويمثلها شخصيا السلطان قابوس وهو ما عبر عنه بقوله في حديث لمجلة المصور المصرية عام 1973م: "نحن جميعا نهتم باستقرار الأمن في المنطقة كسياسة عامة، ولا ريب اننا إذا حققنا الأمن في المنطقة وتعاونا جميعا في هذا السبيل فإننا نكون بذلك قد حصنا أنفسنا ضد أي خطر خارجي"
 
عُمان والبناء على الإيجابيات
تبنت سلطنة عُمان دوماً استراتيجية البناء على الإيجابيات التي تدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي منذ نشأته وحتى الآن، مؤطرة ومؤصلة للقواعد العامة لمسيرة المجلس، فالسياسة العمانية ومبادئها، تقوم على: أولاً: البناء على الإيجابيات وعلى الموضوعات المتفق عليها، أما القضايا الخلافية فكانت تترك للتطورات والمعطيات، مع الاستمرار في تدارسها حتى يمكن التوصل إلى توافق بين الأطراف المختلفة. 
ثانياً: ألا يُنظر إلى المجلس على أساس أنه تجمع أنظمه سياسية بقدر ما هو تجمع إرادات سياسية، تبحث عن التعاون، وتسعى إلى إقامته، وفي هذا ورد قول السلطان قابوس: "الرؤية العمانية هي الاسم نفسه للمجلس، المجلس هو للتعاون، وهو ليس اتحاداً… إنما يتطور بعد ذلك إلى شيء اسمه وحدة". 
 
رؤية فريدة لأمن الخليج  
 
كان لسلطنة عُمان نظرة أمنية متفردة لدول مجلس التعاون، وقد تشكلت تلك النظرة العمانية تجاه القضية الأمنية في الخليج العربي من مصدرين: أولهما: هو ما فرضته الحقائق الجيواستراتيجية، المتمثلة بموقع سلطنة عُمان على مدخل الخليج العربي (مضيق هرمز)، حيث إنها تشرف على الجهة الغربية من هذا المدخل، وهي الجهة المؤثرة والمهمة، حيث يمر فيها معظم خطوط الملاحة الدولية العابرة لهذا المضيق، الأمر الذي حمّل سلطنة عُمان مسؤولية أمنية وسياسية إقليمية كان عليها أن تتعامل إزاءها بكل وعي، لحماية مصالحها الوطنية أولاً، وإسهاماً منها في حماية الملاحة الدولية ثانياً. 
وثانيهما: هو تلك الخبرة التاريخية التي تكونت لدى السلطنة من خلال تجاربها مع القوى الدولية والإقليمية في مياه الخليج العربي والمحيط الهندي، بحكم موقعها الجغرافي.
 
ارتكزت الرؤية العُمانية لأمن الخليج العربي على مجموعة من الأسس: أولها: يتحقق عن طريق بناء القوة وإقامة التعاون والتنسيق بين دول الخليج، متسلحة بالإرادة السياسية التي تدفع نحو هذا التوجه من دون أن تكون الاستراتيجية قائمة على تشكيل الأحلاف.
 
أما الأساس الثاني فمؤداه إيجاد مساحات من التفاهم والتعاون بين دول الخليج العربية، وكذلك بين هذه الدول والدول الأخرى ذات المصالح الحيوية في المنطقة، التي يهمها أصلاً أمن الخليج العربي واستقراره. ورأت السلطنة أن أمن الخليج لا يمكن أن يبنيه إلا دوله، وهي التي تقرره وتصونه. 
 
وقد أثبتت تطورات الأحداث في الخليج والمنطقة العربية أن سلطنة عُمان قد أخذت بمفهوم التكتل والتوحد والتجمع المشترك أساسا لمبادراتها، وأسست سياستها الخارجية على أساس ثابت، هو إقامة علاقات سلمية وتعاونية بكل دول العالم، مدركة أهمية موقعها الجيوستراتيجي، واستثمرت جميع إمكانياتها وقدراتها في سبيل إيصال التعاون الخليجي إلى أهدافه، واستطاعت أن تفرض منهجيتها الهادئة في دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي منذ نشأته في مايو 1981 وحتى الآن.