لم أكن يوماً من متابعي برامج التوك شو ولكن القدر أوقع في طريقي حلقة قديمة للإعلامي جورج قرداحي وهو يحاول فيها مساعدة زوج أخطأ في حق زوجته وجاء أمام الملايين عبر شاشات التلفاز يطلب منها العفو والسماح.. وهي ترفض لم يقصر الإعلامي المتألق جورج قرداحي كوسيط أحضر الطرفين (وبينهما حجاب).. ذلك الحاجز الديكوري الذي يتوقع الجمهور – وأنا منهم – أنه سيزول بعد محاولات الصلح ويلتقي الطرفان (وتوتة توتة.. خلصت الحدوتة) ولكن لا.. لم تستجب الزوجة لتوقعاتنا ولا لتوسلات زوجها – أبو ابنتها – ولا لمحاولات قرداحي.. رفضت أن تسامحه على ذنب أعترف به ولم ينكره ولكن ضعف أمامه وعاد ولم يبالي.. أقر به أمام الملايين حتى يحصل على السماح الذي بات غائباً لن أتطرق إلى ماهية الخطيئة.. لن أنزلق في الفتوى أو الحكم.. فأنا لست بقاض.. ولكن ما استوقفني هو مدى تأثير طاقة العفو والسماح في قلوبنا على اتخاذ القرار.. الحب طاقة.. الكره طاقة.. القوة طاقة.. التفاؤل طاقة.. الخير طاقة.. الشر طاقة.. العطاء طاقة.. والعفو والسماح طاقة.. فإلى أي مدى تسري في قلوبنا طاقة العفو والسماح ...؟؟ كم مرة سامحت من أساء إليك ...؟ كم مرة قاومت استفزازات جيرانك أو سيارة على الطريق آثر صاحبها أن يمر قبلك؟ كم مرة استدعيت طاقة العفو والسماح داخل جدران عش الزوجية ...؟ كم مرة اختبر الله سبحانه وتعالى طاقة العفو في قلبك ونجحت.؟ السيدة (كيم فوك) الفيتنامية صاحبة أحد أبشع الصور في القرن العشرين والتي كانت تهرول فيها عارية تماماً وهي تصرخ جراء القصف الأمريكي لقريتها بقنابل النابالم لم يمنعها ذلك من اخراج طاقة العفو من داخلها.. ففي عام 1996 وبعد عدة محاولات استجابت كيم لدعوة (جون بلامار) الطيار الأمريكي الذي قصف قريتها بالقنابل.. استجابت كيم لدعوة جون الذي وقف باكياً أمامها يطلب منها العفو والسماح وقد كان.. فقد سامحته وقالت جملتها الشهيرة (أن التسامح أقوى بكثير من أي سلاح في العالم).. فهل طاقة العفو بداخلك وداخلي مثلها في قلب (كيم)؟ أم تماماً مثلما كانت في قلب ضيفة ابن قرداحي.؟