الخميس 28 مارس 2024 - 09:16 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

مـلائكـة الـرحمـة

الاثنين 17 يوليو 2017 05:36:58 مساءًمشاهدات(2034)
ملائكة الرحمة لايمكن ان تتحول لتصبح ملائكة عذاب، اذا كان هذا الامر غير وارد  فى عالم الملائكة لكونهم كائنات نورانية تطيع الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ولكل منهم دوره الذى يقوم به، إلا أن ذلك يمكن حدوثه فى عالم البشر حيث يمكن للثوب الابيض ناصع البياض ان تطاله البقع السوداء وان تتحول ملائكة الرحمة البشرية لتصبح ملائكة عذاب، فالثوب الأبيض او ملائكة الرحمة اوصاف تطلق على الاطباء وهيئة التمريض نظراً لدورهم فى تخفيف الألم وانهم سبب فى شفاء المرضى، فعلى الرغم من قيام الاطباء بالقسم على قسم أبُقراط الذى ينص على "  ان اراقب الله في مهنتي ، وان اصون حياة الانسان في كافة ادوارها.
 
في كل  الظروف والاحوال بازلا وسعي في استنقاذها من الهلاك والمرض والالم والقلق، وان احفظ للناس كرامتهم، واستر عوراتهم، اكتم سرهم ، وان اثابر على طلب العلم اسخره لنفع الانسان ... لا لأذاه " وعلى الرغم من جمال هذا القسم وشموله الا اننا نعانى من التجارة بالمرضى وضياع حقوقهم واهدار كرامتهم..
 
حيث تبدأ رحلة عذاب الاسرة او العائلة بمرض احد افرادها ما بين تحديد نوعية المرض والذى يتم تحديده بصعوبة بالغة نتيجة عدم كفاءة الأطباء، وما بين الاشاعات والتحليلات والبحث عن سرير فى احد المستشفيات والبحث عن رعاية مركزة ، ويكفى من اجل البدء فى هذه المعاناة التعامل عبر احدى المستشفيات العامة لتفقد الاسرة كل ما لديها من مدخرات بل وتفقد حياتها ايضاً اذا اراد الله بها الرحمة من عذاب ملائكة البشر.
 
ما دعانى لكتابة مقالى هذا الكارثة الحقيقية التى حدثت من القبض على 41 طبيباً كونوا شبكة تجارة الاعضاء البشرية بينهم 11 استاذا فى اكبر كليات الطب بمصر، الخبر الذى ورد لا يمكن تصديقه ان تأتى هذه الافعال من شخصيات من المفترض انها شخصيات على اكبر قدر ممكن من العلم والفهم والاخلاق والرحمة، الأمر غير منطقى بأن يتحول الشخص الأمين على رعايتك ليكون اول من يسعى لتدميرك والتجارة بجسدك، وهل هذا الامر يعطى تفسيراً لما نسمعه من مأسى واحزان تستشعرها مختلف طوائف الشعب عندما يصاب او يمرض عزيز حيث يدخلون فى دوامة الاتجار بالشر مادياً وجسدياً  وفى نهاية العلاج تكون نهاية حياة المريض او خروجه بمشكلة صحية، او تشخيص خطاء لإجراء عملية غير ضرورية ، فكم سمعنا عن من يذهب لإجراء عملية بسيطة جداً فيخرج بأزمة صحية لتتحمل اسرته قسوة الحياة باعتباره العائل لهم ، فكم من زوجات ترملت وابناء تيتموا جراء العلاج الخطاء فدخول المستشفى ليس كالخروج منها..
 
فالعلاج فى المستشفيات مأساة مصر الحقيقية، ففقدان الحياة ليست الازمة بل قد تكون هى الرحمة فى احياناً كثيرة ولكن الازمة الحقيقية ان يعانى الانسان وهو فى اضعف حالته الصحية ويفقد كرامته بحثاً عن اقل حقوقه الادمية لينتظر رصاصة الرحمة، لابد ان يتوفر نظام تأمينى كامل لكل مواطن مصرى كما فى الدول المتقدمه حتى وان ادى ذلك لزيادة الضرائب، ولابد من فتح باب التبرعات لتطوير المستشفيات، وان يتم تدريب الأطباء على حقوق الانسان وكيفية التعامل مع المواطن ، لأنه من باب اولى ان تطبق اتفاقيات حقوق الانسان على المرضى المهدر كرامتهم وادميتهم ، ولابد من رعاية صحية ادمية  يتم التعامل فيها مع الجميع بشكل سواء، وان يتم توفير تدريب مناسب لطلبة الطب وتوفير بعثات لهم ودعوة اطباء الخارج لمؤتمرات داخل مصر لتحسين مستوى الطلاب واطلاعهم على احدث الوسائل العلمية، وان يتم متابعة الادوية التى تم منعها دولياً ولا تزال تستخدم فى مصر ، وان يتم دعم المجال الطبى قبل دعم الغذاء والمنتجات البترولية، اما ازمة الضمير فلا علاج لها لأن علمها عند الله مع الاعتذار لملائكة الرحمة الحقيقيون الذين يراعوا ضمائرهم وحقوق قسمهم.