هناء الحديدي

جلست اليوم أتابع ما يحدث من إنجاز ، بشغف المهندس الزراعي الذي لم ينفصل عني يوماً في ظل ازدحام الحياة وصخبها وتأملت ما كنا عليه سابقاً ، وما نحن عليه الآن بفضل سياسة القيادة الحكيمة ، ففي الأعوام الماضية كنا نعتمد على إستيراد بعض الثمار و الحبوب وخاصة الغلال ، والتي كان بعضها للأسف معدل جينياً بطريقة تمنع انبات بذوره مرة أخرى في محاولة لاجبارنا على استمرارية الاستيراد في كل موسم . هذا ومع إندلاع الحرب بين روسيا واوكرانيا ، أصبح لزاماً علينا أن نواجه التحديات الطارئة التي نتجت عنها ، بجانب التغيرات الاقليمية والعالمية ، وهذا بالفعل ما يقدمه مشروع مستقبل مصر الزراعي ، الذي سيحقق الاكتفاء الذاتي لمصر بحلول عام 2024 ، في صورة تدعوا المصريين إلى الفخر ، وتؤكد للعالم "أن من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره " ، وهو الهدف الذي يسعى فخامة رئيس الجمهورية نحوه ؛ لتحقيق الأمن الغذائي للمصريين والحفاظ على كرامتهم . على الجانب الآخر أجد أن ما حدث اليوم يوجب علينا ترشيد استهلاكنا ، وتنظيم عدد أفراد الأسرة وضبط نفقاتنا بما يتناسب مع الامكانيات المتاحة ، والعمل على زيادة موارد دخلنا ، وبذل مزيداً من العمل والجهد ، وتطوير أنفسنا ، و تثقيف أبناءنا ، وصقل خبرات الأيدي العاملة وتدريبهم على مزيداً من المهارات بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل . المشروع مقام على مساحة 500 ألف فدان ، على امتداد طريق مـحـور روض الفرج - الضبعة الجديـد "أحد مشروعات الشبكة القومية للطرق " على بعد 30 دقيقة من مدينة السادس من أكتوبر ، بالقرب من موانئ التصدير والمطارات والمناطق الصناعية ، وبالتالي سهولة وصول مستلزمات الإنتاج كالأسمدة والمبيدات والبذور والمعدات ، بالإضافة لتسهيل توصيل المنتجات النهائية إلى الأسواق الرئيسية وإلى موانئ التصدير البرية والجوية ، كما أنه مزود بشبكة طرق رئيسية وفرعية بإجمالي طول 500 كم . هذا ويمثل المشروع أحد التوسعات الاقتصادية الكبرى التي من شأنها تحقيق النمو الاقتصادي ، فهو يهدف إلى توفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين ، مما يعمل على سد الفجوة في السوق المحلية ما بين الإنتاج المحلي والاستيراد ، حيث ساهم هذا المشروع في توفير المنتجات الزراعية للمواطنين خلال جائحة كورونا ، إلى جانب توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لكل فئات المواطنين ، مع تطبيق أعلى معايير السلامة والصحة المهنية في بيئة العمل ؛ لسلامة العمال والموظفين . كما تقوم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بتقديم الدعم الكامل ونقل الخبرات للمشروع ، علاوة على مشاركة كبرى الشركات الزراعية من القطاع الخاص فيه مع إدارة المشـروع في الانتهـاء مـن استصلاح وزراعـة مساحة 350 ألـف فـدان. هذا و تتضمن البنية الأساسية والإدارية للمشروع آبار جوفية إلى جانب منظومة متكاملة للميكنة الزراعية والري بأحدث الطرق والمعدات والتقنيات ؛ من أجل إتمام العمليات الزراعية بكفاءة وجودة وسرعة عالية ، علاوة على استخدام آلاف أجهزة الري المحوري "بيفوت" ، الى جانب محطتين للكهرباء بطاقة 250 ميجاوات ، وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 کم .