قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : منْ نفسٍ عنْ مؤمنِ كربةٍ منْ كربِ الدنيا ، نفسُ اللهِ عنهُ كربةٌ منْ كربِ يومِ القيامةِ ، ومنْ يسرُ على معسرٍ ، يسرَ اللهُ عليهِ في الدنيا والآخرةِ ، ومنْ سترِ مسلما ، سترهُ اللهُ في الدنيا والآخرةِ ، واللهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عونِ أخيهِ . . . رواهُ مسلمٌ ( 2699 ) .
ومنْ آياتِ جبرْ الخواطرِ في القرآنِ ما جبرْ بهِ اللهُ تعالى خاطرُ نبيهِ المصطفى صلى اللهُ عليهِ وسلمَ :
فقالَ ( ولسوفَ يعطيكَ ربكَ فترضى ) أيْ في الدارِ الآخرةِ يعطيهُ حتى يرضيهُ في أمتهِ .
وأنت هلْ جبرتْ بخاطرِ أحدِ ؟ !
جبرْ الخواطرِ مودةَ القلوبِ ، إياكِ أنْ تقللَ منْ قيمةِ أحدٍ ، إياكِ أنْ لا تشكرُ منْ قدمَ لكَ معروفا . . . قدمَ لكَ بسمةٍ . . . قدمَ لكَ جميلٌ .
أيها الأبناءِ جبرتْ بخاطرِ والدكَ بعد ما أتخرجتْ ؟ !
فهوَ قدْ لمْ يقدمْ لكَ ما تمنيتهُ ولكنْ ثقْ أنهُ قدمَ لكَ ما استطاع .
جبرتْ بخاطرِ والدتكَ وإنْ كنتُ لنْ تستطيعَ توفينَ حقها .
جبرْ الخواطرِ عبادةً ، الجبارُ سبحانهُ وتعالى جابرْ الخواطرَ
جبرْ بخاطرِ الرسولِ في عامِ الحزنِ بعد وفاةِ زوجتهِ وبعد وفاةِ عمهِ وبعد دعوته لأهلِ الطائفِ ولمْ يؤمنْ بهِ أحدٌ . . .
فجبرَ بخاطرهِ وبعثَ لهُ نفرُ منْ الجنِ آمنوا بهِ ثمَ رحلةُ الإسراءِ والمعراجِ والتجلي لهُ .
وعندما توفيَ ابنهُ أطلقوا عليهِ ( الأبترَ ) فانزلْ اللهَ سورةَ الكوثرِ :
( إنا أعطيناكَ الكوثرَ فصلِ لربكَ وانحرْ. إنَ شانئكَ هوَ الأبترُ ).
منْ سارَ بينَ الناسِ جابرا للخواطرِ أدركهُ اللهُ في جوفِ المخاطرِ ، أيْ أنَ الإنسانَ الذي يغيثُ الملهوفُ ، ويسارعَ في جبرْ خاطرَ المنكسرينَ منْ حولهِ ، فإنهُ وفي يومِ منْ الأيامِ عندما يقعُ في شدةٍ كبيرةٍ سوفَ ينقذهُ اللهُ - عزَ وجلَ - منْ هذا الخطرِ ، كما سارعَ في إنقاذِ غيرهِ وجبرَ بخاطرهِ . قالَ رسولُ اللهِ ? : « إنَ للهِ عبادا اختصهمْ بالنعمِ لمنافعِ العبادِ ، يقرهمْ فيها ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهمْ ، فحولها إلى غيرهمْ » . ( أخرجهُ الطبراني )