الأربعاء 30 أغسطس 2017 09:18:08 مساءًمشاهدات(2756)
.
البشر ليسوا سواء ,, لكن هناك فئة من البشر يملكون قلوبا من ذهب , هم من أهل العفو والتسامح .
يؤثرونك بجميل طباعهم , ونقاء قلوبهم . وصفاء نفوسهم , وحلاوة لسانهم .
هؤلاء عندما يخلدون الي النوم لا يحملون في قلوبهم غلا ولا حقدا لأحد .
حتي ولو في قلوبهم غصة او نالهم ظلما من احدهم .
امثال هؤلاء ناموا وقد غمضت جفونهم وطابت نفوسهم , وسلموا امرهم لله .
ناموا قريري العين مرتاحين البال وقد سكنت جوارحهم , فسلاما عليهم , سلاما سلاما .
.
ولست ادري كيف لأهل الظلم والحقد والحسد , كيف تنام اعينهم ؟ وكيف تغمض جفونهم وكيف تسكن جوارحهم ؟
أليس لهم ذاكرة تعيد مشاهد الظلم وملامح المظلوم حين يرفع يده لله داعياً بنصره .
ألم يأن لضمير هؤلاء ان يستيقظ يوما , ام سيظل في سبات عميق .
وكيف لهم ان يأمنوا مكر الله , * فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون *
.
لكن ومازلت اعجب من أهل التسامح والعفو ممن تفيض اعينهم من الدمع , اصحاب القلوب الطيبة والنفوس النقية . واتساءل * هل هم من بني البشر مثلنا
ام هم ملائكة تمشي علي الأرض .
طوبي لأهل العفو والغفران , طوبي لصفاء النفس ورقة الطبع .
وما اعظم قول الله تعالي ( فاصفح الصفح الجميل )
ان التسامح شييء نبيل يسموا بالروح ويعكس صفاء الجوهر ونقاوة الوجدان .
.
وكم يأسف المرء علي مرضي النفوس ممن يبيتون ليلتهم يخططون ويدمرون الشر ليلحقوه بغيرهم . فخابت ليلتهم . وخاب ما يدمرون .
.
ان لصفاء القلوب لحلاوة لا يشعر بها الا اصحاب القلوب الطاهرة النقية .
ولا يظن احدهم ان العفو ينزل من قيمة المرء , لا والله . فالعفو.. يورث العز في الدنيا والآخرة قال .. صلى الله عليه وسلم (ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً )
.
والتسامح خصلة كريمة, وصفة حميدة, توهب لأصحاب القلوب الكبيرة , ممن أفاض الله عليهم من رحمته طاقات من الصبر على المكاره, وتحمل الأذى والقدرة على مقابلة السيئة بالحسنة . قال تعالي (وما يُلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)
.
وما اجمل الشافعي اذ يقول ...
لما عفوت ولم أحقد على أحد
أرحت نفسي من هم العداوات ,
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه ,
أدفع الشر عنـي بالتحيـات ,
وأظهر البشر للإنسان أبغـضه ,
كما أن قد حشى قلبي محبات ,
الناس داء ودواء الناس قربـهم ,
وفي اعتزالهم قطع المـودات .