حسام الدين محمد

متي يتوقف القلب ؟! وهل كل توقف له يعتبر موتاً ؟! وهل توقف نبضه بمثابة رحيله ؟! يتوقف القلب في حالات كثيرة متعددة ، وقد يتوقف ومازال ينبض !! نعم هناك أختلافاً بين هذا وذاك ... فربما النبض ينبض ولكن القلب توقف عن المنح !! هل توقف بإرادته ؟ وهل للعقل تدخل ؟ ...لقد أصدر القلب أوامره وللمرة الأول للعقل ، نعم فقد تيقن يقيناً أنه هالك لا محالة فأخترق القلب العقل بل وشلَّ تفكيره . مع كل منح منحه قلبك بسخاء تقابل بجفاء ، مع كل حب بإخلاص حصده قلبك بقتله ، يتوقف القلب عن المنح والعطاء بل والحب بعد نزيفه مرات ومرات وكلما تدواي نزف فأصبح القلب النازف . وقد يصل القلب لمرحلة اللامبالاة وهي مرحلة ممتعة قاسية ، نعم ممتعة لأن القلب هنا يُرفرف ويُحلق ويريَ ويُشاهد ولكن يُرفرف مُنطلقاً ، وقاسية لأنها ليست صفاته فتحدث المجاهدة بينهما ..... يتوقف القلب عند جحود الأبناء فقد يُعطي ولا يمنح ،فالعطاء هو القدر ولكن المنح بلا قدر .. يتوقف القلب عن الحب وهنا يختلف الحب بأختلف الشخص والمواقف ، فقد تجد شخص لا يقول لك للبب انه يحبك وتجد أفعاله تنقضه ، وقد تتعرض لموقف معه ولا تجد ذلك الحب فهل مات الحب ؟؟ أم توقف القلب ؟؟! الواقع أن هناك من يقتل القلب ويذبح الحُب معاً وبسكين بارد وهناك من يقتل الحُب بسيف الأنانية فيتوقف قلبه . وهناك من تجمد قلبه وحُبه وهذا أكثر ألماً ممن ذبحهما ، فالأخير تخلص تماماً منهما بل وتفوق علي نفسه ، ولكن الأول حدث له شلل بمعني الكلمة لما تعايشه فأصبح في حالة لاشعور .. لا يُبالي ..برود ....تجمد ... وهناك من قتل الحُب ولكن لم يتوقف قلبه ..وفي هذه الحالة منهم من قتل حُباً لشخصاً وتعايش قلبه مع شخصاً أخر فقلبه مازال يمنح ولكن علي جثة من قتل حُبه . ومنهم من قتل حُباً ولكن قلبه قد يعطي يتصدق بشفقة علي الأخر. أصل القلب واحد منذ الخليقة ولكن أمست قلوباً شتي .... ولذا علمتني القلوب