السبت 27 أبريل 2024 - 07:24 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

القضية الفلسطينية ودول المواجهة العربية (1)

الجمعة 19 يناير 2024 07:16:57 مساءًمشاهدات(174)
 
بقلم /
كان التقدم الإسرائيلى نحو عمليات تحويل مجرى نهر الأردن السبب المباشر للدعوة إلى عقد مؤتمر القمة العربى الأول فى يناير 1964م ؛ حيث لجأت إسرائيل فى أواخر 1963م إلى الإعلان الرسمى بأنها سوف تقوم بتنفيذ المرحلة النهائية من مشروع تحويل مجرى نهر الأردن. فقد صرح ليفى أشكول فى أواخر أغسطس1963م بأن "إسرائيل تعتبر أى محاولة لعرقلة مشروع المياه العام, اعتداء عليها وسوف تتخذ الإجراءات المناسبة".
إزاء ذلك دعا الرئيس المصرى جمال عبد الناصر فى خطابه مساء الثالث والعشرين من ديسمبر 1963م , الذى ألقاه فى بورسعيد بمناسبة عيد النصر السابع إلى عقد مؤتمر للملوك والرؤساء العرب , فى إطار جامعة الدول العربية , وأعلن تعهده بأن توفر مصر جميع الوسائل لإنجاحه . وسوف تتجاوز فى سبيل المصالح العربية العليا عن خلافاتها مع بعض الدول العربية ؛ وذلك لمواجهة المطامع الإسرائيلية التوسعية المتمثلة فى إتمام إسرائيل مشروع تحويل مياه نهر الأردن , ثم تناول الرئيس جمال عبد الناصر فى حديثه مشروعات إسرائيل لتحويل مجرى نهر الأردن واستعرض الجهود العربية التى قامت بها الجامعة العربية , وذكر قائلاً " لقد طلبت من مجلس الوزراء المصرى مناقشة ماذا يمكن عمله بالنسبة لإسرائيل فى حالة قيامها بتحويل مجرى نهر الأردن " فأعلن أن اجتماع رؤساء الأركان العرب ومجلس الدفاع العربى لا يجدى وأنه لا بد من اجتماع الملوك والرؤساء العرب فى أسرع وقت" , " إن الأنهار التى تنبع من البلاد العربية مياه عربية ويجب أن تمنع عن إسرائيل . نهر الحصبانى ينبع من لبنان ونهر بانياس ينبع من سوريا وأيضاً نهر اليرموك يصب فى المنطقة الإسرائيلية " 
من هنا تأتى أهمية كتاب " القضية الفلسطينية ودول المواجهة العربية 1963 – 1973" للباحثة انتصار محمد نصر والصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .  وكان من أهداف عبد الناصر أيضاً هو أن يكون الاهتمام مناسبة لحل جميع الخلافات التى كانت بين الملوك والرؤساء العرب . كما كان هدف الرئيس المصرى من الدعوة لعقد مؤتمر القمة العربى الأول عام 1964م هو العمل على إظهار ما تمثله إسرائيل من عدوان فى قلب الوطن العربى أمام العالم كله , وما تجسده من أطماع توسعية عدوانية وتهديدها للكيان العربى ككل . وصدر فى نهاية الاجتماع الأول بيان رسمى مشترك يعلن التركيز على خطط إسرائيل لتحويل مياه نهر الأردن بوجه خاص والخطر الإسرائيلى بوجه عام , شارك فى الاجتماع مجموعة من الخبراء الفنيين بمشروعات تحويل النهر على رأسهم المهندس المصرى محمد أحمد سليم رئيس اللجنة الفنية العربية لاستثمار مياه روافد نهر الأردن, الذى علق خرائطه على جدار القاعة ليشرح عليها جغرافية المشروع الإسرائيلى, وزود المؤتمر بأرقام وإحصاءات كثيرة , ووضع الخطوط العريضة لمشروع عربى يحرم إسرائيل من مقدار كبير من مياه نهر الأردن, وأسهب الخبير المصرى فى تفصيل المشروع الذى يقترحه بمرحلتيه: الأولى تقتصر على تحويل مجرى النهر, والثانية تتضمن مشروعات للتخزين , وإقامة السدود وبناء الأحواض ومحطات الكهرباء , كل ذلك فى مدة تتراوح ما بين 8 إلى 12 عاماً , وبتكلفة قدرها حوالى 70 مليون جنيه إسترلينى. 
بنهاية عام 1964م بدأ العمل فى المرحلة الأولى من المشروع العربى لتحويل مجرى نهر الأردن , وفى الوقت نفسه قامت إسرائيل بأعمال عدوانية , ففى الثالث عشر من أكتوبر 1964م , وجهت إسرائيل ضربة جوية على سوريا , وفى الرابع عشر من نوفمبر 1964م حدثت معركة جوية فى سوريا قام فيها الطيران الإسرائيلى باختراق المجال الجوى وفقدت سوريا خلالها أكثر من عشر طائرات . كما أعلنت إسرائيل فى السادس من يناير 1965م , أنها بدأت فى بناء خزان لتحويل مياه نهر الأردن من بحيرة طبرية إلى صحراء النقب وتبلغ مساحة الخزان 250 هكتاراً . وبالرغم من ذلك إلا أن السياسة العسكرية الإسرائيلية تأثرت خلال عام 1965م بعدة أحداث فى مقدمتها انعقاد مؤتمرى القمة العربية الأول والثانى خلال سنة 1964م, وما أسفر عنهما من مقررات تتعلق بتحويل مجرى نهر الأردن فى سوريا والأردن ولبنان , فقد أدى بدء عمليات التحويل إلى إحداث موجة من القلق داخل إسرائيل . فى السبعينيات استطاعت إسرائيل أن تحول ما يقرب من 3200 مليون متر مكعب سنويا ، واستغلال جميع مصادر المياه العذبة المتاحة لها بما فى ذلك نهب أحواض المياه الجوفية فى الضفة الغربية ومياه الجولان داخل إسرائيل مما سمح لها بتوطين 375 ألف مهاجر يهودى . 
إن حرب الخامس من يونيو 1967 كان من أهم أسبابها ونتائجها هو المشروع العربى لتحويل روافد نهر الأردن ، حيث استطاعت إسرائيل أن تنفذ جميع خطط التحويل بدون معارضة ، والدليل على ذلك اعتراف آرييل شارون ، الذى كان آنذاك رئيسا للقيادة الشمالية للجيش الإسرائيلى ،بأن حرب 1967 لم تبدأ حقيقة فى هذا التاريخ وإنما بدأت منذ عامين ونصف ، أى فى اليوم الذى قررت فيه إسرائيل العمل على تحويل نهر الأردن ، كما أدت هزيمة 1967 إلى تزايد نشاط الفدائيين الفلسطينيين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية ، حيث عمل الفلسطينيون على تعويض هزيمة الجيوش العربية ، وبدءوا بشن هجمات على الأراضى الإسرائيلية عبر الأردن ولبنا خصوصا ، وأن هجمات منظمة التحرير الفلسطينية كانت موجهة بالتحديد ضد المنشات المائية الإسرائيلية .