الأربعاء 01 مايو 2024 - 12:33 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

هل حان وقت السعودية؟

الاثنين 07 نوفمبر 2016 12:45:03 مساءًمشاهدات(1813)
إنّه العام 1979.. أخطر عام فى تاريخ المملكة.. فى ذلك العام تغيّر كلُّ شىء.
 
(1)
 
انتهى ثلثُ قرنٍ من الأوقات الرائعة بين السعودية وأمريكا.. وبدأت رحلة الأوقات العصيبة. فى ذلك العام نشبت الثورة الإيرانية.. واحدة من أسوأ الأحداث فى تاريخ المسلمين.
 
القصة فى سطور: فى عام 1945 كان اللقاء التاريخى بين الرئيس «روزفلت» والملك عبدالعزيز.. وتأسس التحالف الاستراتيجى بين واشنطن والرياض.
 
صَمَدَ التحالف ثلث قرن كامل.. من عام 1945 إلى عام 1979.. حيث قامت واشنطن ببناء تحالف بديل مع إيران.. وإذا كان التحالف مع السعودية واضحاً وظاهراً.. وفيه آلاف الصور والمقاطع والزيارات واللقاءات.. فإن التحالف مع إيران.. بلا صور ولا مقاطع ولا أرشيف. بل إن المذهل.. هو أن التحالف مع السعودية كان بارزاً فى كل شىء.. وكان المديح المتبادل متواصلاً بلا انقطاع. لكن التحالف مع إيران قد اتخذ شكلاً جديداً مذهلاً ومثيراً.. حيث كان الهجوم المتبادل أمام وسائل الإعلام هو أساس التحالف.
 
اتفق الطرفان على أن تتهم واشنطن الثورة الإيرانية بالتطرف ورعاية الإرهاب.. وأن تتهم الثورة الإيرانية الولايات المتحدة بالعداء للأمة والعمل ضد الإسلام. وقد نجحت مشاهد حرق الأعلام والتكبير والدعاء: الموت لأمريكا.. نجاحاً تاماً فى التغطية على حقيقة التحالف الإيرانى الأمريكى الذى حلّ محلَّ التحالف السعودى الأمريكى.
 
لم تدرك السعودية على نحو جيّد هذا التحوّل، ولم يدرك معظم العرب والمسلمين ذلك الانقلاب.. وراحت جماعات الإسلام السياسى تمتدح -بلا وعى- الثورة الإيرانية وآيات الله.. وملالى الولايات المتحدة.
 
(2)
 
وحده.. أنور السادات.. السياسى الأكثر ذكاءً فى العالم الإسلامى.. الذى أدرك منذ اللحظة الأولى.. أن سقوط الشاه.. هو سقوطٌ للدولة المدنية فى إيران، وسقوطٌ لمنظومة الاستقرار، والأهم.. أنه سقوطٌ للسلام المذهبى بين السنّة والشيعة.. وبداية فتنة كبرى فى الإسلام.
 
نجحتْ الثورة الإيرانية فى أن تشوِّه الشاه وأن تجعل منه عميلاً للولايات المتحدة.. وفى أن تكون هى واجهة الكفاح والنضال ضد أمريكا وإسرائيل.
 
أصبح الشاه عميلاً.. والدول العربية عميلة.. ورموز الإسلام شرقاً وغرباً من المتخاذلين.. لتصبح إيران هى وحدها وجه الصمود والتصدّى.
 
(3)
 
مرّ أكثر من ثلث قرنٍ على الثورة.. ولم تُطلِق إيران رصاصة واحدة على أعداء الإسلام.. ولم يُطلِق فيلق القدس سهماً واحداً من أجل القدس الشريف.. بل راحت كل السهام تعمل ضد العرب.. وتمزِّق ديار المسلمين.
 
نجحت «الثورة الإيرانية - الغربية» فى إحداث الفتنة المطلوبة، وفى القضاء على احتمالات الحداثة فى المنطقة.. ودفعت إلى تطرفٍ سنِّى مضاد.. وأصبح المتطرفون، سنّةً وشيعة، أداة حرب استنزافٍ لا نهاية لها.
 
واليوم يتحدَّث مفكرو الغرب عن ضرورة توسُّع الحرب المذهبية بين السنة والشيعة.. من أجل الوصول إلى «السلام المذهبى».. فلا سلام داخل الإسلام.. إلاّ بالحرب بين السنة والشيعة.. ثم الوصول إلى الدولة الحديثة.. كما فعل الغرب فى حرب البروتستانت والكاثوليك حتى وصل إلى صلح وستفاليا 1648.. وتأسيس الدولة الوطنية.
 
(4)
 
فى عام 2016.. بات واضحاً ما أدركه «السادات» قبل أكثر من ثلث القرن.. وأصبحت السعودية فى صدمةٍ عميقةٍ من تراجع واشنطن عن دعم التحالف العربى فى اليمن، ومن إقرار الكونجرس قانون محاكمة السعودية.. ومن إلغاء الولايات المتحدة العقوبات على إيران.. وإقرارها البرنامج النووى الإيرانى.
 
تواصل إيران مسيرتها مع واشنطن منذ عام 1979 فى هدوء وثبات.. ويواصل المتطرفون السنّة تدمير صورة الإسلام.. من «القاعدة» إلى «بوكو حرام».. ومن «داعش» إلى «طالبان».
 
(5)
 
يتحدّث الغرب عن دعم السعودية للإرهاب، وعن الأيديولوجيا المتشددة التى تحكم البلاد.. وعن سطوة رجال الدين المتطرفين على السياسة والمجتمع فى المملكة.
 
ورغم أن قيادات «داعش» التى غادرت الموصل بدأت تتجه صوب الحدود السعودية مما يرهق المملكة الشقيقة بين «داعش» شمالاً و«الحوثيين» جنوباً.. إلا أن الحملة الإيرانية الأمريكية لاتهام السعودية برعاية الإرهاب تمضى بلا توقف. ومؤخراً قال الدبلوماسى الأمريكى «زلماى خليل زاد» إنه التقى مسئولين كباراً فى السعودية وقد قالوا له.. إنهم تلاعبوا بأمريكا، واستخدموا سلاح التطرف الدينى منذ جمال عبدالناصر.
 
إنه السفير «زلماى خليل زاد» الذى اعترف أن أمريكا تحالفت مع إيران فى غزو أفغانستان، ثم تحالفت معها فى غزو العراق. وهو السفير الأمريكى فى الدولتين بعد سقوطهما.
 
إن عودة «خليل زاد» إلى المشهد ليهاجم السعودية ويتهمها بامتلاك واستخدام سلاح الإرهاب.. إنما يطرح السؤال الصعب: ماذا تريد الولايات المتحدة؟.. وإلى أى مكانٍ يتطلع «زلماى زاد» أن يكون سفيراً لبلاده؟
 
فى قولةٍ واحدة: هل حان وقت السعودية؟
 
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر