خلال حديثى مع الدكتور مجدى السرسى،أستاذ الجغرافيا بكلية البنات، ومستشار التطوير التكنولوجى بوزارة التربية والتعليم، وخبير التخطيط العمرانى بوزارة الإسكان، وعضو لجنة مشروع أطلس مصر القومية، أشار إلى أن التعليم المصرى يحتاج إلى تطوير شامل وتغيير جذرى يحول مسار التعليم إلى المسار الصحيح للنهوض به لكى يتماشى مع تطورات العصر الذى نحياه؛ مشيرٱ إلى أن تقدم المجتمعات والأمم يقاس بمدى إهتمامها بالتعليم، والبحث العلمى، كما شدد على ضرورة تحويل نظام الإمتحانات إلى نظام الإختيار من متعدد مع ضرورة إلغاء الدروس الخصوصية وتجريمها، لتصبح المدرسة هى المؤسسة التعليمية الوحيدة التى تعمل على نشر العلم بطريقة سليمة.

** ما رأيك فى منظومة التعليم الجامعى فى ظل الوضع الراهن؟  بداية.. المنظومة التعليمية فى مصر هدفها تخريج طالب جامعى يحصل على شهادة يفرح بها ثم يضعها على الجدران، ولكنه فى الأساس لايستفيد بها على أرض الواقع لأنه بمنتهى البساطةوالشفافية غير مؤهل لسوق العمل؛ فالجامعات المصرية تستقبل أعدادٱ كبيرة جدٱ من الطلاب والتى لاتتناسب مع إمكانيات الجامعة مثال على ذلك" كلية البنات" استقبلت هذا العام أثر من7000 طالبٱ على الرغم من أنها لاتستوعب أكثر من1000 طالب، وإدارة الكلية عللت ذلك بحجة سياسة الجامعة مع وجود أوامر عليا من جهة وزير التعليم العالى الذى يقوم بتصميت أفواه الشباب فالبتالى ينتج عن ذلك سوء التعليم بسبب تراكم الأعداد الرهيبة مما يسبب نقص الإمكانيات.

** أيهما أفضل التعليم الحكومى أم التعليم الخاص؟  التعليم الحكومى أفضل كثيرٱ وإن كان يحتوى على بعض السلبيات التى من الممكن أن نتفاداها بمرور الوقت، على عكس التعليم الخاص الذى قام بتدمير مصر لدرجة كبيرة؛ فعلى الرغم من الكم الهائل من المصاريف التى تدفع فى المدارس الخاصة إلا أنه لاغنى عن الدروس الخصوصية أيضٱ كما أن تلك الجامعات الخاصة تطلب مبالغ طائلة ومجموع متدنى جدٱ ومع ذلك يتباهى ألياء الأمور بإدخال أبنائهم مدارس وجامعات خاصة؛ فعلى ماأذكر أن المدارس الخاصة قديمٱ كانت لمن فشل فى المدارس الحكومية.

** التعليم الجامعى الحالى تعليم موجه أم لا؟   كتعليم جامعى لا، لأن كل خطوة به محسوبة ومدروسة كما أن التعليم الموجه يعنى تعليم منظم ومجهز لسائر الطلاب وهذا غير متوفر تمامٱ فى مصر، وأتمنى أن يكون موجه.

** ما رأيك فى نظام الإمتحان الجامعى ، وماهى أفضل طريقة لوضع الإمتحانات؟  نظام عقيم يحتاج إلى التغيير والتطوير وسبق وقمت بتقديم فكرة لوزارة التعليم العالى ووزارة التربية والتعليم لتغيير نظام الإمتحان إلى نظام الإختيار من متعدد لأنه يعتمد على الفهم وليس الحفظ ويجعل الطالب يتعمق فى استذكار المعلومة،والتركيز عليها،وفهمها جيدٱ حتى يتمكن من التغلب على الأسئلة وإجابتها إجابة صحيحة وهذا النوع من الإمتحانات يلائم جميع المراحل الدراسية بما فيها قسمى العلمى والأدبى وهذا النوع من الإمتحانات له عدة مميزات وهى القضاء على أى ظلم يحدث أثناء التصحيح لأنه يتم بواسطة الكمبيوتر، ولقد قمت بعمل نموذج لهذا النوع من الإمتحانات وقدمته لوزير التربية والتعليم السابق، وتوجد عدة أقسام بالكلية تأخذ بهذا النظام . كما طالبت من عميدة كلية البنات فى السابق بجعل نظام الإمتحان على طريقة ال"Open Bookk" أى أن كل طالب يسمح له باصطحاب الكتب والمراجع داخل لجنة الإمتحان للإجابة منها وذلك لإعطاء الطالب فرصةللإبداع والإبتكار مع كتابة وجهة نظره بحرية تامة وبالتالى تصبح إجابات كل طالب مختلفة عن بقية زملائه ولكن تم رفض الفكرة، فالمنظومة التعليمية بمصر ثابتة لا تتغير بالمقارنة مع جامعة أو أكاديمية زويل للعلوم والتكنولوچيا والتى تشهد تطورٱ كبيرٱ فى مجال التعليم لأنه يقوم عليها مجموعة من صفوة الأساتذة والعلماء والخبراء المتخصصين .

** تملك طريقة وأسلوب خاص فى التدريس تختلف به عن باقى أساتذة الجامعة ؟ نعم ، أعتمد على نظام ال" CD" الذى يشمل المنهج الذى أقوم بتدريسه؛ فهذا القرص المدمج يحتوى على صور ملونة مع شرح مفصل وموضح بالصور والخرائط الملونة كما يوجد به معلومات كثيرة وهامة أكثر من أى كتاب، مما يجعل الطالب يذاكر دروسه دون الشعور بالملل وكأنه يتصفح معلومات عبر الإنترنت، ولكن فى الوقت الراهن طلبت عميدة كلية البنات بإلغاء هذا النظام وضرورة طبع كتاب جامعى بحجة أن هذا النظام غير قانونى مما اضطرنى إلى عمل كتاب.

**من وجهة نظرك، ماهو السبب الحقيقى الذى جعل الدولة تتوقف عن إرسال البعثات للدراسة فى الخارج ؟   السبب فى ذلك عدم توافر الإمكانيات مع تواجد أعداد كبيرة من الطلاب سواء فى الجامعات أو المدارس بجميع مراحلها كما أن إرسال هذه البعثات مكلف للغاية بالإضافة إلى انتشار الوساطة فى التعليم فعلى سبيل المثال، لدى ابنة تدعى" شروق" تخرجت من كلية التربية النوعية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وكان من المفترض تعيينها معيدة بالجامعة ولكن تم تعيين شخصين آخرين من أبناأساتذة الجامعة، وعلى الرغم من معرفتى بعدد كبير من الأساتذة وكان يجدر بى تعيينها، إلا أننى أرفض تمامٱ مبدأ" الوساطة والمحسوبية" .

** ماهو الفرق بين التعليم فى مصر والتعليم فى دول الخليج العربى ؟  دول الخليج بدأوا انطلاقة كبيرة فى مجال التعليم خاصة التعليم التكنولوچى وبصفة خاصة فى دولتى" السعودية والإمارات " حيث يوجد فرق شاسع بين هذه الدول ومصر لعدم توافر رؤس الأموال والإمكانيات.

** لديك خطة للقضاء على مشكلة الدروس الخصوصية وتجريمها هل هذا الكلام صحيح؟ نعم صحيح، لقد قمت بتقديم مشروع لوزارة التربية والتعليم، قبل حوالى 88 سنوات مضوا حيث يحتوى هذا المشروع على خطة للقضاء على الدروس الخصوصية وقمت بعمل استبيان عن طريق بحث ميدانى يحتوى على أكثر من 200 استمارة على مستوى مصر كلها وكانت النتيجة بأن ربع دخل الأسر المصرية يصرف على الدروس الخصوصية وفى ظل الوضع الراهن لا يقل عن النصف ؛ فالحد الأدنى لمرتب الأسرة لا يقل عن1200 جنيهٱ وينفق منه 3000 جنيهٱ على 10 شهور أى أنه ينفق ربعها على الدروس الخصوصية يعنى1200 جنيهٱ على 10شهور ينتج 3000 جنيهٱ فى السنة وذلك كحد أدنى ، فإذا قمنا بأخذ ربع ذلك المبلغ "1000" جنيهٱ أو" 1500" فى السنة إذا كانت الأسرة بها طفلين أو ثلاثة أطفال فى مراحل التعليم ابتداءٱ من الإبتدائى إلى الثانوى العام، ستجمع الدولة من تلاميذ مصر 18 مليار جنيهٱ سنويٱ وهذا المبلغ ينفق منه : 10 مليار جنيهٱ للمدرسين لرفع مرتباتهم فيصبح دخل المدرس الواحد لا يقل عن 7000 جنيهٱ شهريٱ ، وعمل بنية أساسية جديدة للمدارس ، وبناء مالايزيد عن 1000 مدرسة جديدة سنويٱ مجهزة بكل ماتحتاجه من إمكانيات وأدوات حديثة ، وفى حال تنفيذ هذا المشروع لابد من عمل قانون جديد يوافق عليه مجلس النواب يجرم من خلاله الدروس الخصوصية تمامٱ، وإغلاق" السناتر" وتطبيق العقوبة على من يخلف ذلك سواءٱ من المدرس فيتم فصله ومعاقبته من جهة وزارة التربية والتعليم وتحويله للنيابة الإدارية ويطبق عليه قانون " من أين لك هذا"؟  أما التلميذ إذا تم ضبطه يفصل من المدرسة ، ولكن هذا المشروع تم رفضه من قبل الوزارة بحجة أن التعليم مجانى ولكن بالنظر إلى الوضع الحالى فنجده شبه مجانى.

** ماهى أهم النقاط الرئيسية لتطوير التعليم فى مصر؟ 1- الإهتمام بالبحث العلمى . 2- تطوير المناهج الدراسية . 3- تطوير طرق التدريس . 4-توفير المكان المجهز بالمعامل والأجهزة الحديثة .