الاثنين 29 أبريل 2024 - 04:13 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

الشباب و تحديات الحياة

الجمعة 21 أبريل 2017 03:52:00 مساءً

كتب :أحمد هادئ المنشد

 

يقول الله تعالي :" إنهم فتية آمنوا بربهم و زدناهم هدى " الكهف.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك” 
قال ابن القيم رحمه الله: "إذا رأى الصبي وهو مستعد للفروسية وأسبابها من الركوب والرمي واللعب بالرمح وأنه لا نفاذ له من العلم ولم يخلق له، ومكنه من أسباب الفروسية والتمرن عليها فإنه أنفع له وللمسلمين".
و يقول الشاعر:
سـلام عـليك زمان  الشباب        ربـيـع   الـحـيـاة  بآذارها
لأنـتَ  مـخـفـفَ  أحزانِها   و       أنـت  مـسـوغ    أكـدارها
ولولا الشبابُ وذكرى الشباب       لـعـاشَ الـفتى عمره كارهًا
الشباب ثروة الأمة وذخرها ، يكون خيرا ونعمة وبركة حين يستثمر في الخير والفضيلة والبناء والصلاح، ويصير ضررا مستطيرا وشرا وبيلا حين يفترسه الشر والفساد.
 فالشباب من الأمة بمثابة القلب من الجسد؛ بمعنى أنه وحده دون غيره صاحب المسؤولية التاريخية في إصلاح المجتمع وتغييره. ولكل عصر وزمان مشكلاته وتحدياته وأزماته وأيضاً حسناته وميزاته. وإذا كنا نتحدث عن التحديات فما هي إلا واقع وأحداث أو تجارب متأزمة يواجهها الإنسان بفكره وعقله وتفكيره ودرايته، ويحاول الخروج منها بحلول مناسبة دون خسائر فادحة. و التحديات بشكل عام تقلق الإنسان، وتثبـّط لفترة من الوقت الفكر الإبداعي عنده. وربما إذا زادت تقوده الى حالة من اليأس وفقدان الثقة بالنفس وإلى ترسيخ إرادة الصراع.
 و سوف أتحدث عن بعض التحديات التي يواجهها شبابنا اليوم.
إن التحديات التي تواجه شبابنا في هذه الحقبة تختلف عن التحديات التي واجهتها الأجيال السابقة, ولعل أهم التحديات التي تؤثر على سلوك الأفراد هو تحدي العولمة وآلياتها الذي يعني هيمنة القطب الواحد على العالم، وتصدير ثقافته من خلال فرضها تحت شعارات عدة كالحرية والديمقراطية.  ومن المعلوم أن أكثر من (40%) من سكان العالم العربي هم في عمر يقل عن الثامنة عشرة، و فئــــــــــــــــة الشباب تشكل حوالي (27 إلى 30%) من سكان العالم العربي. و يتعرض شبابنا اليوم إلى تحدي التعامل مع ثقافات مختلفة عبر تقنيات الفضاء المفتوح والذي لا ضابط له ولا حدود تقيّده. هذا ما اصطلح على تسميته بـ"العولمة الثقافية".
و من أخطر التحديات الخارجية محاولات الهيمنة على العالم الإسلامي  بتغريب عقول مفكرينا ومثقفينا، وشبابنا ليتبنَوا نموذجه الغربي بدلاً من النموذج الإسلامي، فتصبح المركزية الغربية هي السائدة، و يكون ذلك بإقناع العالم بأن الإسلام نمط من الفكر البدائي المتخلف الذي تؤمن به شعوب بدائية يحول بينها وبين التقدم بمعناه الغربي .
 والعالم اليوم يعيش حالة من المادية والاستهلاكية تستند كثيراً على التكنولوجيا والمال، وتبتعد رويداً رويداً عن الله تعالي، في عالمنا اليوم كثير من الضياع والتشتت والقلق وكثير من العولمة التكنولوجية والعسكرية والاقتصادية والفكرية. 
ولا شك أن وسائل الإعلام الحديثة والمتطورة والسباق لاقتناء أحدث إنتاجاتها ساهمت في الانفتاح على العالم وسرعة وصول المعلومة واستثمار الوقت وترشيده في المعرفة. ولكنها في ذات الوقت ساهمت في هدر الوقت، ونقل أفكار وتوجهات وصور غير مقبولة أحياناً، وبث ثقافة مخلوطة ومتعددة الاتجاهات. وبالتأكيد إن الإعلام المرئي سهـّل بشكل كبير  في ابتعاد الناس عن القراءة والتدبر.
ومن هنا فإن الإعجاب المفرط والمبالغ فيه بالغرب يؤدي إلى المغالطة، ذلك أن هذا الإعجاب لم يتجاوز مرحلة التقليد الأعمى للسفاسف والمجون وتعاطي المخدرات والمسكرات إلى غير ذلك من الخرافات، بدل الإعجاب بما تحقق في بعض الأقطار من تقدم علمي واقتصادي وصناعي.
فيجب على الشباب أن يستحضر في أعماقه الوعي الإسلامي الحقيقي الذي يقود إلى الفضيلة، وعليه كذلك أن يستنير في مسيرته بمعالم الماضي المجيد لمجتمعه الإسلامي الطاهر، والاقتداء بالسلوك المستقيم والتصرف السليم اللذين كانا يطبعان ذلك المجتمع. 
والذي يلاحظ عند بعض الشباب اليوم هو التهافت والتهالك على الحياة المادية وجعل ذلك أكبر همه، وبهذا فقد توازنه الأخلاقي والاجتماعي كما فقد القناعة وهي الكنز الذي لا يفنى.
إن أخطر ما يواجه شباب اليوم هو الإلحاد ، وتقوم أفكار ومعتقدات الملحدين على الآتي: إنكار وجود الله سبحانه و تعالى ، و الكون والإنسان والحيوان والنبات وجد صدفة وسينتهي كما بدأ ولا توجد حياة بعد الموت . و المادة أزلية أبدية وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت . و إنكار معجزات الأنبياء لأن تلك المعجزات لا يقبلها العلم  كما يزعمون و عدم الاعتراف بالمفاهيم الأخلاقية ولا بالحق والعدل ولا بالأهداف السامية . و ينظر الملاحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل وقصته لا تعني شيئاً .
و لا يمكننا أن نتجاهل وقوع بعض شبابنا في هذا الفكر لغياب القدوة الصحيحة و قصور دور الشباب بالاستفادة وبعدهم عن علماء الدين و غياب الرقابة المنزلية و المجتمعية . و كل ذلك يؤدي إلي تفكك المجتمع المسلم و إضعافه ليزيد التحكم به و نهب خيراته .
أما المخدرات فقد أصبحت و باء العصر ، فبالرغم من محافظة الإسلامُ على الإنسان بكلِّ طُرق المحافظة؛ ليعيش قويًّا صحيحًا، ورسم له الطريق إلى الرِّفعة، ولا يبلغ تلك المنزلة إلا بجسمه الصحيح وعقلِه الصحيح، فالعقل السليم في الجسمِ السليم؛ وحرَّم عليه كلَّ ما يهلك بدنه ويفسد عقله ﴿ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 90، ويلحق بالخمر كلُّ ما يخامر العقلَ ويستره عن التفكير الصحيح. فقد استشري هذا الوباء بين شبابنا ، ليفسد البدن بكل معنى الإفساد، ويؤدِّي إلى العلَّة المستمرة أو الفناء، وبالتالي يؤدِّي إلى ذهاب العقل.
وخلاصة القول إن الشباب في حاجة إلى حوار بناء ونقاش صريح لتدارس مشاكله وإشراكه بتقريبه من العلماء وذوي الخبرة والاختصاص، وبمواجهة الواقع على أساس الاحتكاك بالناس وبعيدا عن الأنانية والخيال، فما أكثر المجالات التي تحتاج إلى جهود الشباب وطاقاته الخلاقة ومساهمته الفعالة في الحملات الشاملة والتعبئة العامة الهادفة إلى تطوير المجتمع ورفع مستواه، بالمشاركة النشيطة والتطوع الإيجابي في معالجة الأمراض الاجتماعية .
فعلي الشباب المحافظة علي أوطانهم من الأخطار الخارجية والداخلية وأن يكونوا قدوة حسنة في مجتمعاتهم.