الجمعة 26 أبريل 2024 - 03:46 مساءً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

منظمة خريجي الأزهر ترد علي إصدار جماعة جند الإسلام الإرهابية

الثلاثاء 25 سبتمبر 2018 12:19:00 مساءً

بسم الله الرحمن الرحيم
 
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه‎.‎
 
أما بعد‎:‎
 
قد ابتلي العالم الإسلامي، بل العالم كله في هذا الزمان بجماعات التكفير والإرهاب التي انتشرت في الشرق والغرب، تسفك ‏الدماء، وتُعمِل القتل، وتنشر الفزع والهلع في قلوب الآمنين البرآء، رافعين راية «الخوارج»، حتى شوهوا صورة الإسلام، ‏ولطخوها بالكذب والبهتان والإفك والتضليل، والله خصيمهم في ذلك‎.‎
 
ولا تزال هذه الجماعات تروج للأكاذيب ضد الإسلام وأهله، مصابين بهوس التميز والاستعلاء على بقية المسلمين، زاعمين ‏أنهم وحدهم أهل الدين، وأهل الإيمان، وأهل الجهاد، وأهل النجاة يوم القيامة، مصدقين فيهم قول رسول الله ﷺ فيما ‏رواه مسلم في صحيحه: «إذا قال الرجل هلك الناس: فهو أهلكهم‎».‎
 
ومما روَّجَته هذه الجماعات المنحرفة مؤخرا، تسجيل مرئي أصدرته «جماعة جند الإسلام»، تسعى فيه إلى استقطاب ‏شباب العالم الإسلامي إلى مناصرتها في نشر مخططاتها الإرهابية الخبيثة في ديار الإسلام، مستخدمة قضية القدس الشريف ‏وسيلة لدغدغة عواطف المسلمين، ومستعدية شعوب الدول الإسلامية على حكوماتها، وأولي الأمر فيها، واصفة إياهم ‏بالحكومات العميلة التي تحركها أصابع أمريكا‎.‎
 
كما اتهمت «جماعة جند الإسلام» في هذا التسجيل الحكومة المصرية على وجه الخصوص بأنها حكومة عميلة لليهود، ‏وأنها تعمل على تأمين حدود اليهود عن طريق تشريد أهالي سيناء، وتهجيرهم قسريا، وأنها سمحت لإسرائيل بتنفيذ أكثر ‏من مئة عملية قصف جوي داخل سيناء، نقلا من مصدر غربي على حد قولهم‎!!‎
 
ودعت الجماعة في هذا التسجيل شباب المسلمين من شتى بقاع العالم إلى المرابطة معهم فيما أسموه «الجهاد في سبيل الله»، ‏مستدلين بقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]. مع ‏عرض تسجيلات صوتية لعبد الله عزام وعمر عبد الرحمن،  يتحدثون فيها عن فضيلة المرابطة، وأنه لا جهاد إلا برباط، ‏وأن أجر المرابط في سبيل الله لا ينقص. مع الدعوة إلى قتال أعداء الإسلام من الدول الغربية، وأن المسلمين ينبغي أن ‏يجاهدوا في سبيل الله، وأن سبب مذلة المسلمين وضعفهم هو ترك الجهاد، وحب الدنيا والمادة‎. ‎
 
واقتطعت الجماعة كلمة لفضيلة الشيخ عبد الحميد كشك يقول فيها: «إن الذين سيحررون القدس هم شباب تربى في معسكر ‏التوحيد، ثم تسلح بتقوى الله تعالى»، موهمين المشاهد أن المقصود بكلامه هو شبابهم من الإرهابيين‎.‎
 
وأخيرا دعت الجماعة شباب مصر إلى الانضمام للجماعة، معلنة أنهم بريئون من التكفير، وأن وظيفتهم هي صد هجمات ‏اليهود ضد المسلمين‎.‎
 
ولعمري إن هذا لبهتان عظيم، وكذب بواح، فإن قضية القدس الشريف لا تزال قضية كل مسلم على وجه البسيطة، لا سيما ‏الحكومات العربية والإسلامية عامة، والحكومة المصرية خاصة، فقد وقفت مصر شعبا وجيشا أمام الخطة الصهيونية في ‏المنطقة العربية كلها منذ تأسيس إسرائيل، ظهر ذلك في توحيد الجيوش العربية عام 1948م، وفي حرب عام 1956م، ‏وتعرض الجيش المصري لضربات الصهاينة في عام 1967م، حتى نصره الله على أعداء الأمة نصرا مظفرا في معركة ‏أكتوبر عام 1973م، والتي شارك فيها جميع الحكومات العربية إما بالجنود، وإما بالمال، وإما بالمعدات، وإما بقطع ‏الإمدادات النفطية عن حلفاء إسرائيل والوقوف في وجه أمريكا، فمن ينكر تلك المواقف، ومن ينكر دماء الشهداء الزكية ‏التي أريقت في تلك المعارك‎.‎
 
ألم يعقد الأزهر الشريف برعاية الرئيس المصري العربي المسلم، مؤتمر الأزهر الشريف من أجل القدس، مستعديا عقلاء ‏العالم على قرارات دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ورفض شيخ الأزهر لقاء السفير الأمريكي، ووقف قائلا ‏‏«ليعلم صانعو القرار الأمريكي أن سياسة الكيل بمكيالين، ودعم الاحتلال الصهيوني الغاشم، وسلب حقوق الشعوب وتراث ‏الأمم وحضارتها هي سياسات غير حضارية ولن يكتب لها البقاء عاجلا أو آجلا، وستبقى عروبة القدس هي قضية العرب ‏والمسلمين الأولى التي لن تموت أبدا‎».‎
 
فهل مصر التي تكبدت مشقة الدفاع عن مقدسات بيت المقدس، وخاضت من أجلها حروبا، ورفعت راية الجهاد لتحريرها ‏قديما وحديثا، هل يقال عن مصر إنها عميلة لليهود، أو أنها تسمح لإسرائيل بالعبث في أراضيها بقصفات جوية؟‎!‎
 
والعجب أنهم ينقلون هذا عن مصدر غربي، ليعلم من يقرأ ما بين السطور أن مصادر أخبارهم والمصدقين عندهم هم ‏الغرب لا أهل الإسلام، وأنهم ينعتون المسلمين بالخيانة والعمالة، بينما يقبلون قول غيرهم مصدقا لا شية فيه‎.‎
 
ثم إنهم يلبسون على الناس في استدلالهم بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ ‏تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران: 200]. ومع أن الآية بدأت بالأمر بالصبر، وثنت بالأمر بالمصابرة، إلا أن الجماعة ذهبت مباشرة إلى ‏الأمر بالمرابطة، لتجعل منه محورا لدعوتها ونشاطها، محفزة شباب المسلمين على الانضمام إليهم فيما أسموه «الرباط»، ‏متناسين أن الرباط فرع عن الجهاد، وأن الجهاد موكول بولي الأمر لا يعلن دونه، فعن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: ‏‏«إنما الإمام جُنَّة يقاتل من ورائه ويتقى به» [رواه مسلم‎].‎
 
قال الإمام ابن قدامة في المغني (13/16): «أمر الجهاد موكل إلى الإمام واجتهاده، ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ‏ذلك‎». ‎
 
هذا كلام العلماء والأئمة المعتبرين، أما هؤلاء فيتبعون الشذاذ أمثالهم، كعبد الله عزام، وعمر عبد الرحمن المحرضين على ‏قتل الأبرياء الآمنين‎.‎
 
وأما الشيخ كشك، فاجتزاء كلامه من سياقه لا يحقق لهؤلاء مقصودهم، فإنه بالفعل لا يحرر القدس إلا شباب تربى في ‏معسكر التوحيد وتسلح بالتقوى، وأين هؤلاء المجترؤون على الله ورسوله من تقوى الله تعالى، وهم من يعيثون في بلاد ‏الإسلام فسادا؟
 
وأين ما صدوه عن بلاد الإسلام من ضربات اليهود كما يدعون؟ لم نسمع خبرا واحدا عن معركة قامت بينهم وبين ‏الصهاينة! ولا عن موقعة دافعوا فيها عن القدس الشريف بالفعل! ولا عن موقف كان نصرة للمستضعفين من المسلمين في ‏أي مكان، وإنما جهادهم لأهل الإسلام، وقتالهم لجيوش الإسلام، وطعنهم في جماهير المسلمين، فصدق فيهم قول النبي ‏ﷺ «مَنْ خَرَجَ مِنْ أُمَّتِي عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا لَا يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي بِذِي عَهْدِهَا فَلَيْسَ مِنِّي» رواه ‏مسلم‎.‎
 
فليت شعري هل يريد هؤلاء إلا الدنيا، وهل أغراهم إلا الطمع في السلطة والحكم، وهل جر الخراب والدمار على بلاد ‏الإسلام في ليبيا وسوريا واليمن ومن قبلها أفغانستان والعراق غيرهم؟ اللهم إنا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء.‏