يضرب بمقولة «صاحب بالين كداب» عرض الحائط، ففى الصباح يمارس مهامه كطالب بكلية طب الأسنان، وبعد الظهر يتفنن فى تصميم إكسسوارات الفتيات، بأدوات تتعلق بطبيعة دراسته. أحمد حمد الله، 21 عاماً، من قرية الدير الشرقى بمحافظة قنا، قرر منذ عام أن يمارس هوايته الفنية، ويبدأ فى تصنيع الحلى: «اتعلمت من ناس كتير، مصريين وأجانب، خاصة اليابانيين، شفت فيديوهات على موقع يوتيوب، واكتشفت إنهم بيستخدموا خامات مختلفة تماماً ألوانها مش بتروح.. كنت متحمس أعمل حاجة بحبها، لكن خايف من ردود فعل أهل قريتى، اللى فرحانين بيا باعتبارى دكتور».

لتصنيع الحلى يستخدم «أحمد» أدوات يعتمد عليها فى دراسته لطب الأسنان: «بشكل الأسلاك بملقاط وأداة أشبه بالكماشة، بتسهل عليا مهمتى وبعمل أشكال إكسسوارات مختلفة، وكله فن»، يشترى خاماته من منطقة حارة اليهود: «باجى من قنا لحارة اليهود عشان أشترى الخامات من محل معين الوحيد المتوفرة عنده».

لم يكتف «أحمد» بذلك، صمم قناة على «يوتيوب» لتعليم الناس كيفية تصنيع الإكسسوارات: «تعليم الناس أهم عندى من مكسب البيع»، التجربة لاقت ردود فعل إيجابية، ويتلقى باستمرار إشادات من متابعيه على تصميماته: «الناس كلها بتشيد بشغلى، حتى أساتذتى والمعيدين بيشجعونى». 3 أشهر هى المدة التى استغرقها «أحمد» لتعلم حرفته: «طول ما الواحد عايش لازم يتعب ويطرق أبواب مختلفة للنجاح»، ويتمنى عمل «براند» خاص به فى المستقبل، بعد أن اشتهر بين أهل قريته بتصميماته: «الصعيد اتغير عن زمان وبقى أكثر تحضراً، والناس ممكن تقبل دلوقتى تشوف دكتور بيمارس هواية فنية».