يتخرج الشاب بعد دراسة فى مجال من المجالات ، فيجد عدم إحتياج بسوق العمل لهذا المجال أو حتى إذا توفرت فرصة العمل لا يسعى إليها ، فيصبح هذا سببا كافيا لزيادة العبئ على أسرته و البقاء بدون عمل نافع و الهجوم المستمر على الحكومة و لعن ظروف الحياة ، و فى ظل هذا الفراغ لن يجد سبيلا لتفريغ طاقاته و أستغلال عقله إلا فى التخريب و أعمال الشغب ، و نشر العنف و إنحطاط الأخلاق .
و لكن الشاب الذى يمتلك "الطموح" يصبح لديه بابا واسعا للأفكار المختلفة التى يمكن أن تغير حياته ، و من حوله ، و الدخول منه لعالم المشروعات الهادفة المميزة ، و عندها تكون الصاروخ الذى ينطلق للسماء دون توقف .
نتحدث عن أحد هؤلاء الشباب كمثال حى ، (محمد سيد طه) بكالوريوس هندسة بترول ، دفعة 2016 ، جامعة السويس . يعمل بمجال إعداد الأطعمة من و هو ابن الرابعة عشر ، و الذى حصل فيه على شهادتين معتمدتين دوليا ، من NEHA (Natural Environmental Health Association - USA( ، هما :
- Certified Professional Food Manager
- Food Handler Safety Training
. و هو تحت التدريب كمدير التسويق لشركة (SBS) .
أعطته هذه المجالات خبرة كبيرة بالتعامل مع طبقات و شخصيات مختلفة من الناس ، و وسعت آفاقه . حتى توصل إلى (كوستميتوس)
كوستميتوس هو الاسم الذى أختاره لأول عربية لصنع الوجبات السريعة بالطاقة الشمسية ف مصر (Solar Fast-food car) .و هو اسم روسى ، سميت به العربة لأختلافه .
هذا المشروع الذى سيعمل به مع أثنين من الشباب المتعلمين على مستوى عالى .
أستغرق البحث عن السيارة المناسبة ذات المعايير الخاصة خمسة أشهر ، و تمكن من إعداد نظام العمل بالطاقة الشمسية من خلال عمله فى الشركة التى سبق ذكرها .
يقدم للناس أجمل الوجبات السريعة بطرق مميزة ، و بكفاءة عالية ، مثل : الكريب ، البيتزا ، و وجبات أخرى منها المتداول و منها المبتكر .
كانت أهداف هذا المشروع كالآتى :
- محاربة غلاء أسعار الوجبات الجاهزة بمحافظة السويس .
- بدء عمل جاد و مختلف .
- التسويق لنظام الطاقة الشمسية و تطبيق مزاياه عمليا .
واجهته صعوبات فى تنفيذ هذا المشروع ، و كان أهمها التماشى مع الروتين الحكومى لنقل ملكية السيارة المرخصة و إنهاء الأوراق المرورية و التراخيص المطلوبة ، حيث أن هؤلاء الشباب يعملوا فى كل ما هو قانونى و على مستوى من الكفاءة .
و طالب طه أن توفر الحكومة بعض التسهيلات للشباب أصحاب أفكار المشاريع الصغيرة ، منها فى الإجراءات الروتينية ، و المصاريف اللازمة لأصغر الأشياء قبل أكبرها .
طموح طه لا يتوقف عند أفتتاح مشروعه و الحصول على شهادة الأيزو لكفاءة وجباته ، و لكن يمتد لإنشاء أسطولا من هذه السيارات حول الجمهورية ، و خارجها ، لينجح فيها من مصر مثلما نجح مبتكر هذه الفكرة لأول مرة فى أمريكا و الدول الأوربية . و لن يسمح بالعمل فى أسطوله لغير الطلاب الخريجين ، ولا بتقديم منتجات أقل جودة من المعايير العالمية .أن يكون لك نفع ولو قليل فى المجتمع ، خير من أن تكون خريج كلية قمة و تحمل لقب عاطل ، فأصحاب المؤهلات العليا ليسوا بالضرورة أن يعملوا فى مجال دراستهم .