الجمعة 26 أبريل 2024 - 07:33 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

من الحياة إلى الإحياء

الثلاثاء 05 يوليو 2022 12:07:00 صباحاً

كتب: فرج قدري الفخراني

أقامت مكتبة الإسكندرية ملتقًا دعت فيه المهتمين بتحقيق نصوص التراث الشعبي، لتقديم رؤاهم حول النهوض بهذا المجال، وذلك في بادرة هي الأولى التي فيها يُنظر إلى  التراث العربي السردي نظرة إعزاز وتكريم بعد أن ظل يعاني من الإهمال طويلًا، حتى باتت تغيب عن الباحث فيه أبسط الأفكار الأولية عن تاريخيته، أو عن تفحص أوجه العلاقة بين النصوص السردية، بل تغيب أبسط المعلومات حتى عن نسخ المخطوطات السردية التي تم استبعادها تحت لافتة الأدب الشعبي "الأقل والهامشي" لأنه لا يتجاوب مع معايير الأدب "الأسمى والمَتْنِي"، وهي الجدلية القائمة حتى اليوم بين "عشاق" الأول و"مُلَّاك" الثاني
لقد جاء الملتقى مجسدًا للمبادرة الكريمة لكل من د.عمرو منير الباحث المتعمق في مخطوطات التراث الشعبي، ود.مدحت عيسى مدير مركز المخطوطات - مكتبة الإسكندرية، وعليه وجه الأخيرُ الأنظارَ إلى إعادة النظر في تقدير مخطوطات التراث الشعبي ونصوصه، من خلال الملتقى الدولي الأول لتحقيق نصوص التراث الشعبي ... الواقع والمنهج) واستمر الملتقى على مدار أربع جلسات قُدِّمَت في يومين (22 – 23 يونيه 2022م) عرضت خلالها 21 ورقة بحثية تخللها مداخلات تطور من الأفكار المعروضة وتدفع بها إلى الأمام، وجاءت الأوراق متعلقة بالتراث الشعبي المخطوط على وجه الخصوص، بهدف تناوله من منظور المتخصصين في التحقيق، لذا كانت الفكرة بضرورة البحث وراء الأصول، وراء المصادر الأولى التي انتجت هذا التراث الشعبي، بكل روافده وبكل تجلياته المختلفة، ذلك التراث الذي يفرض وجوده في الذاكرة الجمعية للشعوب العربية، ويفرض وجوده في التحليل التاريخي، يفرض وجوده في التعامل مع أطياف المجتمع، على حد تعبير عيسى في كلمته، هذا الوجود أوعز إلينا بضرورة أن نبحث في المصادر وأن نحاول الوقوف على المناهج العلمية المتنوعة، التي يجب أن يأخذ بها المتخصص في التراث الشعبي، إذا أراد أن يتعامل مع نص مخطوط من النصوص التراثية المرتبطة بالتراث الشعبي عموما، وقد  جاءت الأوراق متنوعة تغطي المشروعات  الوطنية لتوثيق التراث الشعبي في عمومه كما قدمها مصطفى جاد ، وتوثيق جزيئات (موتيفات) الأدب الشعبي وخاصة الأدب السيري كما قدمها فرج الفخراني، كذلك ورقة نبيل حمدي الشاهد التي تبتغي تلمس منهجي لتحقيق الحكايات الشعبية عبر رقمنة مخطوطاتها، وفي ذات الإطار المنهجي الشمولي قدم هشام بن عبد العزيز ورقته حول الرؤى التطبيقية ( سواء الادوات او الإجراءات المنهجية) معززا بذلك الاتجاه المنهجي  في تحقيق نصوص التراث الشعبي التي غلبت على أوراق الملتقى، كذلك قدمت الجزائرية أحلام لغريب ورقتها حول التراث الشعبي المخطوط في الجزائر أبرزت فيها معاناة الباحثين في الحصول على مخطوطات شعبية تأخذ مكانة المقدس عند حائزيها، وكان  الأدب الشعبي الموريسكي حضورا من خلال ورقة محمد عبد السميع الذي اهتم بتقديم مخطوطة عن الكتابات السحرية في شبه جزيرة إيبيريا وفيها امتزجت عناصر سحرية إسلامية ومسرحية وربما يهودية ، أما الدراسة التنظيرية التي قدمها خالد فهمي فقد نحت تجاه قراءة فكر عبد الحميد يونس وفيها قدم مطالبه التي تجذرت في فكر يونس، ويقدم شريف الأنصاري ورقته حول العناصر الفولكلورية في المخطوطات العلمية التي تنتمي العصور الوسطى، وجاءت ورقة فيصل الموصلي باحثة عن طرق إحياء مخطوطات النميم عند قبائل عربية في الجنوب المصري، وحول الإمساك  بالتاريخ من خلال التراث الشعبي وخاصة سيرة فتوح مصر المحروسة  قدم عمرو منير ورقته، وفي الأدب السيري عرض أحمد فوزي السيرة الأمير عروس الخيل التي تعود إلى بداية القرن المنصرم، كما قدم أحمد عطية عرضا رائقا المخطوطة سيرة على الزيبق، حول منهجية التناول وطرق المعالجة النقدية، وكشف الملتقى عن ثروة كبيرة من أنواع الأدب الشعبي القبطي، وهو ما يعد كشفا علميا حقيقيا، وخاصة حين نخرج النصوص من سور الرؤى والقراءات الدينية الكنسية إلى فضاءات الدراسات  الأدبشعبية الرحبة، التي تبحث عن المشترك التراثي لأبناء الوطن الواحد على اختلاف الانتماءات الدينية والعرقية، وعلى ذلك قدم أشرف معوض ورقته حول صك مصطلح الأدب الشعبي القبطي وموضوعاته، وجاءت ورقة عمرو رياض وعمرو منير والأب بيجول عبد الله لتعرض للمجتمع القبطي السكندري في العصر العثماني من خلال سيرة القس نصير التي ترى النور لأول مرة ، ويقدم الاخير ورقة أخرى بمفرده تتناول الحكم والأمثال والأدعية في المخطوطات القبطية، ثم ورقة باسم الشرقاوي حول سيرة القديس مرقريوس، أما إسحاق الباجوشي فقد قدم ورقته حول الأدب الشعبي الغنائي المدون عند الأقباط.
ويعد الملتقى تحول كبير في نظرة الدوائر العلمية والأكاديمية إلى التراث الشعبي الشفاهي والكتابي على حد سواء، وهو ما يفتح الباب نحو مزيد من الاهتمامات بهذا التراث ويدفع إلى آفاق أكثر رحابة في المستقبل القريب.