الخميس 16 مايو 2024 - 08:34 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

"اللغة العربية.. هوية أمه إستبدلها الشباب بال"فرانكو"

الأحد 25 ديسمبر 2016 07:26:00 مساءً

بقلم:أحمد كارم

أري ان اللغة العربية لم و لن تكن يومًا لغة صعبة الاستخدام، وأعتقد أن الموضوع ليس مرتبط بصعوبة اللغة إنما مرتبطة بمقدمي اللغة العربية، وهنا سؤال يطرح نفسه نحن نتعلم لغات أجنبية جديدة علي عقولنا و ثقافتنا، فهل هناك صعوبة في تعلم اللغة العربية ؟، وخاصة أن شباب اليوم استبدلوا اللغة العربية، بما يسمي لغة "الفرانكو" كنوع من"الروشنة "، وإثبات إنه من "مستوي كلاس " مثل ما يُقال بالعامية " أبن ناس "، فمثلًا هذا الجيل يستخدم "الفرانكو" في الكتابة فلايستطيع من لا يجيدها أو يفهمها.(يا خوفي منلاقيش اللغة العربية)

ويرى الشاعر والأديب جابر قميحة أن انكماش الصفحات المخصصة للأدب في الصحف اليومية، والمجلات الأسبوعية والشهرية، يعد أحد الأسباب في تراجع اللغة العربية الفصحى، بجانب ضعف الأسلوب الصحفي وغزارة الأخطاء في صياغة المقالات، والأخبار، والشعر والإعلانات وقراءة النشرات الأخبارية.  وعلى مستوي التعليم فسنجد، ضعف المستوى اللغوي والأدبي والثقافي لمدرس اللغة العربية، فبعد انتهاء دراسة المدرس وتعينه يتوقف عن التثقيف الذاتي، فنظام الترقيات يعتمد على الأقدمية لا المستوى العلمي، بالإضافة إلى هبوط المستوى الثقافي بشكل عام في الوطن العربي وخصوصًا مستوى الثقافة الأدبية واللغوية.(يا خوفي منلاقيش اللغة العربية)

وفي ظل تهميش العربية على أراضيها، نجد المستشرقين ينكبون على دراستها ويجمعوا المخطوطات العربية والإسلامية وفهرستها، وترجموا الآلاف التراث العربي إلي اللغات العالمية، وعرفوا الآخرين بحضارتنا وتراثنا وقدموا للفكر الإسلامي أشياء كثيرة نافعة لا يمكن تجاهلها ولكن أين نحن من ذلك، فماذا بعد تلاشي اللغة العربية، وهي التي تجمع الشعوب العربية جميعًا كأمة عربية واحدة فماذا بعد ضياعها إلا الفراق والضعف.(يا خوفي منلاقيش اللغة العربية)

أما عن آراء الشباب حول تفضيلهم استخدام "الفرانكو آرابيك" بينهم في المحادثات على مواقع التواصل الاجتماعي عن اللغة العربية جاءت الآراء متباينة. تقول"سمر عادل"،222 عاما، تقول :" أفضل استخدام الفرانكو لأنها أسهل بالنسبة لي، واتعودت عليها لأنى استخدمها من فترة طويلة، وهي لغة التعامل بين الشباب دلوقتى ،ومن الطبيعي إن إذا أتكلم شخص معايا فرانكو أرد عليه بنفس اللغة، واذا أتكلم الشخص لغة عربية بيتم الرد عليه باللغة العربية،بالنسبة لي الموضوع يتوقف على الشخص اللي بتكلم معاه".

فيما يقول"أحمد عبد الباري"،20 عاما،:"بدأت في استخدام الفرانكو عندما وجدت كل أصحابي يستخدموها في الحديث بينهم على "الفيس بوك" او حتى التعليقات والكتابات العادية، فبدأت استخدم الفرانكو، لأنى بحس أنها معبرة أكتر من أي لغة كتابة تانية، بمعنى أن اي حد بيعمل شات مع أصحابه على النت في الأغلب مش بيشوفهم مباشرة، الفرانكو قدمت حل للمشكلة أن ممكن تعرف رد فعل الشخص اللى بتكلمه من خلال بعض الكلمات بالفرانكو أن كان سعيد بالكلام او أن يكون رافض للكلام ، الفرانكو سهلت جدا الموضوع ". واختلفت "شيماء حسن"،222عاما، فتقول:"من رأيي أن الفرانكو مجرد شكل من أشكال التفاهة اللي بيعاني منها مجتمعنا، بمعنى أن الشباب دائم البحث عن الاختلاف، وهو ده السبب من وجهة نظري اللي بيخلي الشباب يلجأوا للغة ممكن تكون مش مفهومة لناس كتير علشان يتواصلوا بيها مع بعض، مع أن من الممكن انهم يبحثوا عن الاختلاف في شيء يكون مفيد ليهم ولمجتمعهم".

فيما علق "محمود طاهر"،20عاما، قائلا:"استخدم الفرانكو مع الشخص اللى بيستخدم الفرانكو ،والعربى بالعربى بس غير كده مبحبش استخدم الفرانكو، واحيانا بيكون مجرد اني بستسهل أني أكتب فرانكو، لأن الفرانكو سهل وسريع الكتابة ممكن كلام كتير يتم التعبير عنه بحرف أو بجملة".

بينما قال"خالد سيد" الذي يبلغ 18عاما:"الفرانكو لغة لها استخدام كبير بين الشباب،لسهولتها وسرعة الكتابة بها، أنا أحيانا بستخدمها لأنها ممكن تكون غير مفهومة لبعض الناس نوع من الحفاظ على الخصوصية، كمان لأن كل أصدقائى يستخدموها في الشات فمينفعش أنهم يكتبولى فرانكو وانا أرد عربى والعكس".(يا خوفي منلاقيش اللغة العربية)

ومن المعلوم أن اللغة هي الهوية الخاصة بكل أمة، وتميز كل منا بصفات ولغات وعادات وتقاليد، تجعل لكل أمة منا هوية منفصلة عن الأخرى، ولهذا يرى الكثيرون أن الأعتزاز باللغة الأم جزء من الأعتزاز بالوطن والهوية، فهناك شعوب ترفض الحديث بغير لغتها، إذ أنه لا يوجد في المدن الفرنسية من يستمع إليك إذا تحدثت بغير الفرنسية، حتى في حالات التجارة والعروض الفنية يجب أن تكون لغة التعامل هي الفرنسية، وحتى تستطيع التعامل معهم فعليك إتقان لغتهم، حتى إنه إذا اضطر الفرنسي للحديث بلغة أخرى فإنه يتعمد اخراج الحروف بشكل مختلف قد يكون مشوهاً ليعطي بذلك ايحائاً ان اللغة التي يستخدمها سيئة وغير جديرة بأناس حضاريين، وأن لغتهم الام هي اللغة الحضارية .  وكذلك وضع اللغة في ألمانيا، فإذا وجدت في شوارعها من يحدثك بغير الألمانية فاعلم أنه سائح مثلك تماماً، إذ أن الألمان يرفضون رفضاً تاماً الحديث بغير لغتهم الأم، وفي نفس السياق يرفض الأدباء والمفكرون الإنجليز والأمريكان إلقاء كلمة أو محاضرة في الداخل أو حتى في الخارج بلغة غير اللغة الإنجليزية، كما تقوم إسبانيا وفرنسا بتصفية لغتيهما حالياً من الكلمات الأجنبية الدخيلة.

ويبقى السؤال مستمرًا، هل من الممكن أن تعود اللغة العربية متداولة على ألسنة الشباب كما كانت في السابق(يا خوفي منلاقيش اللغة العربية)، هل من الممكن أن يسير المرء في الشارع يومًا ما ليجد أحد الشباب يتغنى بأبيات من قصيدة للبحتري أو المُتنبي، هل تعود لغة الضاد هي اللغة الأم في بلادها العربية؟!.