الثلاثاء 14 مايو 2024 - 10:18 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر
حفاة على جسور من ذهب

الفقر البطاله الجهل دوافع الصعايده نحو التنقيب والبحث عن الاثار

الجمعة 10 مارس 2017 03:58:00 مساءً

كتب: شعبان السيد

انتشر فى الآونة الأخيرة هوس الثراء السريع ،المتمثل فى التنقيب عن الآثار ، فقطعة واحدة من الآثار قادرة على تغيير مصير عائلة بأكملها ، والانتقال بهم من الفقر والجوع إلى الثراء الفاحش ، ولذلك اتخذت العديد من الأُسر وخاصة أُسر الصعيد التنقيب تحت منازلهم والبحث عن الآثار وسيلة لتحقيق هذا الحلم ، وقد يدفع البعض أرواحهم وأرواح أُسرهم من أجل تحقيقه . ويُرجع الكثير من الناس أن الدافع الاساسى للتنقيب عن الآثار هو البطالة المبالغ فيها ، وكذلك الفقر الذى لحق مؤخراً بمعظم فئات الشعب ، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية للبلاد ، وكلما تدهورت أحوال البلاد كلما اذدادت هذه الظاهرة وتمكن هذا الحلم فى قلوب المواطنين ، لتبدأ رحله البحث عن قطعة أثرية واحدة، قد يصل ثمنها لأكثر من ٣٠ مليون جنية ،إذا توافر الحظ ، وقد ينهار المنزل والمنازل المجاورة دون جدوى ، وتبدأ رحلة بحث جديدة فى مكان آخر . فيما وصف آخرون التنقيب عن الآثار أمرٌ ليس بالجرم ، ولابد من عدم معاقبة القانون عليه ، وكذلك يجب على الدولة دعم المنقبين ،وبدلاً من تهريب هذة القطع الأثرية خارج البلاد ، تقوم الدولة بشراءها منهم بسعر مرضى ، مقابلاً لاكتشافهم لها ،وجهدهم فى استخراجها ، ومن ثم نضمن عدم خروج آثارنا إلى الخارج ،وكذلك الاستفادة منها بوضعها فى المتاحف ،لجذب السياح ، ويتساءل أصحاب هؤلاء الرأى بقولهم :ما الفائدة من كون هذة الأثريات، والتى تقدر بالمليارات تحت الارض والشعب يموت جوعاً فوق الارض ،فيما وصفوا الشعب المصرى بأنهم ( حفاة على جسورٍ من ذهب ) . ويشار إلى أن هذة الظاهرة تنتشر بكثرة فى محافظات الوجه القبلى ،حيث مسكن الفراعنة ومأوى القطع الأثرية ، التى لم تضع الحكومة يدها عليها بعد . وتدور عمليات البحث والتنقيب يوماً بعد يوم مخلفةً المئات من الضحايا ،التى تعلن محاضر الشرطة فيما بعد اختفائهم بأسباب غامضة . وعادة ما يستعين المنقبون بالدجالين من مصر والسودان والمغرب وغيرهم من الدول ، واللذين يزعمون بأن لديهم القدرة على فك ( الرصد الفرعونى ) ،او ما يسمونه بالتعاويذ التى وضعتها الفراعنة على جدران المعابد والمقابر الأثرية ، لمنع اللصوص من سرقة المقابر الفرعونية . ولا تخلو هذه الأعمال من وقوع ضحايا أبرياء ، لأن بعض الدجالين يغالون فى طلباتهم ،التى قد تصل إلى ذبح طفل أو طفلة على المقبرة، ليتمكنوا من فك (الرصد الفرعونى ) أو ما يسمونه بالتعاويذ ، والغريب هو اكتشاف المنقبون ان ما يقولونه هؤلاء الدجالين صحيح ، فقد ثبت بالدليل القاطع افتتاح المقابر الفرعونية اثر ذبح طفل عليها ، ولكن سرعان ما تنغلق المقبرة إثر دخولهم ويلقون حتفه فى الحال . ومازال التنقيب عن الآثار أول خطوة يخطوها الانسان بقدميه نحو الموت ، فقد تعددت الحوادث فى هذا الشأن قديماً وحديثاً ، ففى منتصف أغسطس من عام ٢٠٠٩ ،إنهار عقار مكون من ثلاث طوابق ،بنزلة السمان ،وأوضحت تحقيقات الشرطة أن مالك العقار ،محمد مختار ،قام بالاستعانة بأربعة أشخاص ،فى التنقيب عن أثر فرعونى تحت منزله ،وعلى عمق يصل لأكثر من ثمانية أمتار ،انهالت الأتربة عليهم ،وإنهار العقار بالكامل ،ولقوا حتفهم فى الحال ، وقامت قوات الحماية المدنية وفرق الانقاذ بانتشال الجثث من باطن الارض ، وتم تسليم الموقع لهيئه الآثار ،بعد التأكد من وجود آثار فرعونية . وفى منتصف شهر ديسمبر من عام ٢٠٠٩ ،سيطرت حالة من الرعب والفزع فى قلوب أهالى منطقة درب العطارين بمحافظة اسيوط ، إثر فشل قوات الحماية المدنية من انتشال جثث لضحايا أسفل منزل منهار بالمنطقة ، وترجع تفاصيل القضية إلى قيام "سيد محمد بخيت " عامل بمقهى ، بالتنقيب أسفل منزله، المكون من طابقين ، بالاستعانة بأحد السحرة ، وبعد أن فتحوا المقبرة وقبل استخراج أياً من القطع الاثرية ،انغلقت عليهم وظلوا عالقين إلى وقتنا هذا . وبرغم كل الحوادث التى حدثت فى هذا الشأن ، إلا أن حلم الثراء السريع مازال يراود الكثير من الأُسر المصرية ، ويمكن مثل هذا الأفكار فى قلوبهم يوماً بعد يوم . .