الجمعة 26 أبريل 2024 - 09:16 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

بين القصرين

الثلاثاء 04 أبريل 2017 04:41:30 مساءًمشاهدات(934)
بين القصرين.. لا أقصد الرواية الرائعة للأديب العالمى نجيب محفوظ.. ضمن الثلاثية الشهيرة.. التى كتبها فى خمسينيات القرن الماضى.. وإنما أريد أن أصف مشهد يوم تنصيب الرئيس السيسى.. والذى جرت مراسمه بين القصرين.. الاتحادية والقبة.. بعد حلف اليمين الرئاسية.. فى المحكمة الدستورية العليا.
 
لقد كان المشهد خلاباً وساحراً.. فقد كنت مدعواً فى الحفل الليلى بقصر القبة الرائع.. فهناك أحداث تشكل التاريخ.. فلو قدر لك أن تراها رأى العين.. فأنت شاهد على التاريخ.. فقد ترك المشهد آثاراً عظيمة فى نفسى.. تزيدنا جميعاً فخراً وعزة.. وتعطينا الأمل فيما هو قادم.. بعد فترات عجاف مضت.. سادها الإحباط والفشل.. وشبح انهيار الدولة سياسياً واقتصادياً.
 
لقد ابتلينا بمرض عضال.. اسمه محمد مرسى.. لنُختبر على قدرتنا على تجاوز الشدائد والمحن.. فنحن شعب حمال أسية.. صبور.. حتى لحظة الخطر.. ينتفض فى لحظة فارقة.. ليستعيد الوطن من قراصنة ليس الجغرافيا والتاريخ فحسب.. وإنما الدين أيضاً.
 
فمشهد العراق اليوم.. وما وصل إليه من ضياع.. يجعلنا نخر إلى الله ساجدين.. نحمده أن حمى مصر- التى ذكرها فى مواضع عدة فى القرآن الكريم- من مصير مجهول.. لا يداوى إلا فى قرون طويلة.. من الاقتتال الداخلى.. وسقوط ملايين الضحايا.
 
كما أن سيناريو انهيار الدولة المصرية.. لا قدر الله.. مأساوى وسوداوى.. إلى درجة لا تتصورها عقول البشر.. فمصر هى صمام الأمن والعمود الفقرى للأمة الإسلامية والعربية.. فهى صاحبة آخر الجيوش العربية الباقية.. أحد أقوى جيوش العالم.. فلو أصاب مصر مكروه.. لسقطت الأمة الإسلامية والعربية.. فى وحل الفوضى والانقسام.. إلى ما شاء الله.
 
فقد قال «موشيه ديان»: «إن العرب عندى لا شىء، أستطيع أن أقضى عليهم أى وقت أشاء، إلا أنهم يختبئون وراء حصن منيع اسمه مصر».
 
كما قال «نابليون بونابرت»: «لو كان عندى نصف هذا الجيش المصرى لغزوت العالم».
 
ليصفها «المقريزى» فى كتابه «الخطط والآثار»: ‏«مصر متوسطة الدنيا، قد سلمت من حر الإقليم الأول والثانى، ومن برد الإقليم السادس والسابع، ووقعت فى الإقليم الثالث، فطاب هواها، وضعف حرها، وخف بردها، وسلم أهلها من مشاتى الأهواز، ومصايف عمان، وصواعق تهامة، ودماميل الجزيرة، وجرب اليمن، وطواعين الشأم، وبرسام العراق، وعقارب عسكر مكرم، وطحال البحرين، وحمى خيبر، وأمنوا من غارات الترك، وجيوش الروم، وهجوم العرب، ومكايد الديلم، وسرايا القرامطة، ونزف الأنهار، وقحط الأمطار، وبها ثمانون كورة، ما فيها كورة إلا وبها طرائف وعجاب، من أنواع البرّ، والأبنية والطعام والشراب والفاكهة، وسائر ما تنتفع به الناس، وتدخره الملوك، يعرف بكل كورة وجهاتها، وينسب كل لون إلى كورة، فصعيدها أرض حجازية، حرة حر العراق، وينبت فيه النخل والأراك والقرظ والدوم والعشر، وأسفل أرضها شامى، يمطر مطر الشأم، وينبت ثمار الشأم، من الكروم والزيتون واللوز والتين والجوز، وسائر الفواكه، والبقول والرياحين، ويقع به الثلج والبرد‏،‏ وكورة الإسكندرية، ولوبية، ومراقيه برارى، وجبال، وغياض تنبت الزيتون والأعناب، وهى بلاد إبل وماشية وعسل ولبن‏».
 
فهذه هى مصر.. بوصف عظمتها.. على لسان أعدائها ومحبيها.. فهى تستحق منا اليوم أن نتخلص من كل ما ألم بها.. من أمراض مجتمعية.. دخيلة ومكتسبة.. خلال عقود مضت.. فنرى ظواهر مقززة ومستهجنة.. لا تذكر عن المصريين.. فى كتب التاريخ.. فنرى مشاهد شنعاء للتحرش.. تتنافى مع ما يشتهر به رجال مصر.. من مروءة وشهامة.
 
وما هو أبشع من ذلك.. من اغتصاب للأطفال وقتلهم.. وزنى المحارم.. فكل هذه القاذورات.. لم تتواجد فى مجتمعنا.. إلا مع تنامى تواجد فقه البداوى المتطرف.. الذى يحض على التدين الظاهرى.. المريض.. بعيداً عن جوهر الإسلام.. وعمقه الحقيقى.. الذى يضع الأخلاق.. فى أولويات المسلم الحق.