الثلاثاء 19 مارس 2024 - 07:11 صباحاً
اختيارات القراء يومى شهرى
  • فيديوهات
تحية للقوات المسلحة والجيش الابيض والشرطة لمجابهة كورنا
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
السيسى اثناء التصويت ف الانتخابات
مسجد الروضة ببئر العبد بعد تجديده
احداث انفجار مسجد العريش
أول صورة للمتهم بأكل أحشاء شقيقه
  • استطلاع رأى

هل تتوقع نجاح تجربة المدارس اليابانية؟

  نعم


  لا


نتائج
  • القائمة البريدية
ضع اميلك هنا
  • معجبى الفيس بوك
  • معجبى تويتر

الهولوكوست ومجلس الأمن

الجمعة 22 يونيو 2018 10:59:57 صباحاًمشاهدات(1706)
حظيت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة بالعديد من المكاسب بدون الدخول فى مواجهات عسكرية، فخلال هذه السنوات انهار الجيش العراقى، وتم حله واستطاعت القوات الإسرائيلة أن تقوم بدور كبير فى توفير المعلومات وتدريب القوات الأمريكية على حرب الشوارع، لكى تمكنها من دخول العراق، وخلال هذه الفترة أيضاً انهار الجيش السورى وكان للقوات الإسرائيلية، خاصة سلاح الجو الإسرائيلي، دور فى منع إمداد الجيش السورى بالسلاح، بالإضافة إلى مهاجمة أماكن بعينها داخل سوريا لتدمير الأسلحة غير التقليدية، كما تمت الاستفادة أيضاً بالقضاء على حزب الله الذى يحارب على الأراضى السورية دعماً للنظام السورى، بعد أن كان تركيزه فى المواجهة مع إسرائيل، وتمت مواجهته بميليشيات مسلحة والمساعدة في ضرب قياداته واستنزاف قوته ومنع وصول الأسلحة إليه بما يصب فى صالح إسرائيل فى النهاية، كما ضمنت إسرائيل السيطرة التامة والدائمة على الجولان وانقطع أى أمل لدى سوريا فى استعادتها، خصوصاً إذا حدث تفكك للنظام السورى وانقسامه على الأرض، ما يفقد أي جهة سورية المطالبة بالجولان مستقبلاً، وسيكون هذا هو الأمل الوحيد لإسرائيل في السيطرة الشرعية على أرض الجولان، كما حصلت إسرائيل على اعتراف أمريكى بأن القدس عاصمة إسرائيل، وتمت الموافقة على نقل السفارة الأمريكية للقدس، كما بدأت إسرائيل إجراءاتها للسيطرة على القدس ودفع المستوطنين اليهود تحت حماية الشرطة الإسرائيلية لاستفزاز الفلسطينيين، ولم يعد هناك حتى مجرد حديث عن القدس الشرقية والقدس الغربية، ولم يعد هناك مجال لقطاع غزة في أن يكون مصدر إزعاج لإسرائيل، كما حظيت إسرائيل باهتمام عربى وعلاقات اقتصادية، نظراً لعلاقتها القوية بالولايات المتحدة الأمريكية ولموقفها العدائى من إيران.
الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تفرضان أمرا واقعا على الأرض باستخدام القوة، ولا تعيران أي اهتمام لقرارات المنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة واليونسكو وجامعة الدول العربية، فقد تمكنت المجموعة العربية من الحصول على العديد من المكاسب باعترافات دولية، مثل قرار اليونسكو بعدم سيادة إسرائيل على القدس ووقف ممارستها وأنشطتها في البلدة القديمة، ومثل تصويت الأمم المتحدة على قرار ضد اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بأغلبية 128 صوتا، وكان آخرها قيام الدول العربية بتكثيف جهودها للتصدي لرغبة إسرائيل في شغل مقعد غير دائم في المجلس عامي 2019-2020 ، حيث أعلنت جامعة الدول العربية عن تشكيل لجنة عربية خماسية لـ«التصدي لمحاولة إسرائيل نيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، يترأسها الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط وتضم في عضويتها ممثلين عن الأردن ومصر وفلسطين وجيبوتي، فعندما أعلن الرئيس الأمريكي، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل تبعه مطالبة مصر للمجلس بتبني قرار بمنع كافة الدول من إقامة بعثات دبلوماسية في مدينة القدس المقدسة تطبيقا لقرار مجلس الأمن 478 لسنة 198، كما أن ترأس مصر لمجلس الأمن والسلم الأفريقى بتأييد 47 دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، مع استعداد مصر لترأس الاتحاد الأفريقي العام المقبل، كان من شأنه أن يقلل فرص إسرائيل في الفوز بالمقعد، فمن الملاحظ أن عدم حصول إسرائيل على مقعد في مجلس الأمن يعطى إشارة وتأكيداً على اتجاهات الرأى العام للدول أعضاء الأمم المتحدة بخصوص رفض المواقف الإسرائيلية ورفض ما تقوم به إسرائيل من فرض الأمر الواقع وعدم الاعتراف بجهود السلام والمفاوضات التي استمرت لسنوات طويلة، وبذلك فإن الدول العربية تستند على قرارات الشرعية الدولية التي لا تعترف بها إسرائيل في تعاملاتها، ولذلك أصبح من غير المنطقى أن تسعى إسرائيل للحصول على مقعد في مجلس الأمن وهى لا تعترف بقراراته وترفض تنفيذها.
 
إسرائيل رغم خسارتها لمقعد مجلس الأمن، إلا أن وجود الولايات المتحدة الأمريكية يعوضها عن ذلك ويمنحها الحرية للتحرك بدون خوف من فرض أي عقوبات عليها نتيجة استخدام الفيتو الأمريكى لصالحها دائماً، بالإضافة إلى أن إسرائيل لديها وسائلها المختلفة للمواجهة الدولية بعيداً عن القرارات الدولية، وتأتى على رأس هذه الوسائل «معاداة السامية» رغم انتماء العرب للساميين- فقد قام الرئيس الفلسطينى عباس أبومازن لأول مرة بتقديم اعتذار لإسرائيل قائلاً: «إذا شعر الناس بالإهانة من خطابي أمام المجلس الوطني الفلسطيني، خاصة من اتباع الديانة اليهودية، فأنا أعتذر لهم. وأود أن أؤكد للجميع أنه لم يكن في نيتي القيام بذلك، وأنني أؤكد مجددا على احترامي الكامل للدين اليهودي، وكذلك غيره من الأديان السماوية« جاء الاعتذار الفلسطينى بعد أن انتقدت إسرائيل تصريحات عباس، وقالت في بيان لوزارة الخارجية إنها "ترفض بسخط مضمون الخطاب المعادي للسامية والناكر للهولوكوست الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في رام الله، كما انتقد الاتحاد الأوروبي تصريحات عباس"، معتبرا أن "الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحتوي على ملاحظات غير مقبولة تتعلق بأصول المحرقة وشرعية إسرائيل، واعتبر أن هذا الخطاب لن يؤدي إلى حل الدولتين وهو ما دعا إليه الرئيس عباس مرارا وتكرارا"، كما أدنت الأمم المتحدة وفرنسا وبريطانيا ومبعوث عملية السلام إلى الشرق الأوسط ملادينوف تلك التصريحات، كما رفض وزير الدفاع الإسرائيلي اعتذار الرئيس الفلسطيني، وقامت الكويت بمنع صدور بيان من مجلس الأمن الدولي قدّمته الولايات المتحدة الأمريكية، يرفض التصريحات المنسوبة لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، بشأن محرقة اليهود (الهولوكوست) واعترضت الكويت، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، على نص البيان باعتباره متحيّزاً، وقالت إنّ عباس قدّم اعتذاره، وكان مشروع البيان الأمريكي يُعرب عن «قلق المجلس البالغ» إزاء التصريحات، ويصفها بالمعادية للسامية، كما تضمّن مشروع البيان تأكيد مجلس الأمن أن هذه التصريحات وأمثالها غير مقبولة، ومزعجة للغاية، ولا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني أو السلام في الشرق الأوسط، ودعا البيان الرئيس عباس للامتناع عن التعليقات المعادية للسامية، ودعا جميع الأطراف إلى تجنّب الاستفزازات التي تجعل استئناف المفاوضات أكثر صعوبة، لقد رفضت إسرائيل اعتذار أبومازن، وتم استخدام خطابه ضده وضد الفلسطينيين وتراجعت القضية الفلسطينية أمام سخط العالم ومجلس الأمن، ويعتبر رفض أو عدم الاعتراف بالهولوكوست أحد الأشكال الدالة على معاداة السامية- فمعاداة السامية معناها أي عمل عدائي أو تحيز ضد المواطنين اليهود- حيث استطاعت الصهيونية الدولية عبر امتلاكها لعدد كبير من وسائل الإعلام في الدول الكبرى التذكير دائماً بمعاناة اليهود وشرح هذه الأحداث لمختلف شعوب العالم ولأطفالهم وشبابهم عبر أعمال فنية وأدبية وقصصية وعقد المؤتمرات والندوات حول الهولوكوست حتى أصبح من أهم الأحداث والحقائق التاريخية التى تستشعرها أوروبا وأمريكا وتسعى لتعويض إسرائيل عنها ومواجهة من لا يعترف بها أو يقلل منها، لذا لزم الأمر أن ندافع عن عدالة قضايانا العربية بمختلف الوسائل الدبلوماسية والسياسية والإعلامية والفنية والأدبية وأن توجه هذه الطاقات الإبداعية لمخاطبة شعوب الدول الأوروبية وشعوب الولايات المتحدة بمفهومهم ولغتهم حتى لا تضيع قضايانا على عتبة معاداة السامية.