ايناس سعد

لما تحارو نفسك وانت سرحان قدام شاشة التليفزيون وتقول لها دلوقتى ولا زمان ، لما بيجى فيلم يعبر عن العيشة المصرية البسيطة فى الحارة والزقاق وكانة شارع يعيش فية البشوات فى الفلل مش فى الحارات، عن جمال الناس فى كل شىء من لبسهم وكلامهم ونظافة شوارعهم ،عن ادبهم واخلاقهم وجمال عاداتهم وتقاليدهم اللى مكنتش تفرقهم عن احسن باشا فى سرايا يخدم فيها الخدم والحشم ، عن غناهم باخلاقهم وتصرفاتهم والفاظهم وافكارهم وعلمهم ، عن النفوس الراضية رغم ان دولاب الهدوم كان واحد للبيت كله وكل واحد ليه طقم واحد فيه غير اللى عليه واللى كان بيشبه باقى لبس افراد البيت والشارع كله والشعب كمان ، عن الناس اللى بتاكلها بدقة بس بشرف وهمة واخلاص ،عن واحد مفيش فى جيبه غير تمن العشاء ويمكن معهوش كمان ويقول الحمد لله، واسال نفسى دلوقتى ولا زمان وافوق من الحلم واقلب القناة والاقى شكل وصراخ وسب ولعن وواحد بيكسر زجاجة فى دماغ واحد ،الاقى شاشة بتصدر احداث مفتعلة مش موجوده بالبشاعة دى فى حياتنا العادية وكانها بتدى درس خصوصى للى لسة طالع جديد عشان يشوف هيختار اى اتجاه ياترى النصب ولا الاحتيال ولا المخدرات ولا الارهاب ولا الانحلال ولا السرقة ولا القتل ولا الخطف واللى بسببهم فى كتير اتعلم منها وتقمص شخصياتها وبدا يطبقها لحد مبقت زى مانت شايف !! دلوقتى !! ،الاقى شاشة بسببها كنا احسن ناس بيتحلف بيها فى كل مكان لاسواء ناس فى اى مكان، الاقى شاشة فيها المرأة بتتهان وفيها انتهاك لحقوق الطفل كمان ، الاقى شاشة بسببها اقتصاد بينهار وسياحة بتتدمر ، الاقى شاشة بسببها بقى العوطلية فى كل مكان وسيرتنا على كل لسان ، وصحيت من الحلم وانا بعاتب كتاب سيناريوهات المسلسلات والافلام اللى حبو يبدعو فغيرو كل حاجة حلوه بكل حاجة سيئة ،حبو يغيرو طبيعة الانسان بطبيعة الشيطان ، كنت اتمنى اننا نسيب رصيد طيب للجيل الجاى ويقول زى مبنقول ياريت نبقى زى زمان بدل ميلعنو الايام، لكنى عندى امل ان بكرة يبقى احسن من اى زمان .