اعتقد ان اي انسان لديه قدرا مناسبا من التعليم والثقافة فلديه عقيدة وفكر وحرية في التعبير عن مواقفة في مناحي الحياة المختلفة .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الضغوط المختلفة سواء كانت مباشرة او غير مباشرة وظروف الحياة المعيشية قد تؤثر علي حرية الشخص في التعبير عن رأيه بحيادية وبما يملكه من قناعات وعلي حساب المباديء والقيم والحريه .
. هناك من يقول يفترض علي الانسان ان يعبر عن قناعاته ورأيه بما يتماشي مع قيمه ومبادئه مهما كانت المعاناة والظروف فلا يجب مطلقا ان يخون الانسان نفسه وضميره واحترامه لذاته .
.
لكن يأتي احدهم من بعيد قائلا .. إن من يتحدثون بتلك الطريقة هم من يعيشون في رغد من العيش لم يشعروا يوما بمرارة الإحتياج ولوعة الحرمان وضغوط الحياة والتي تجبر البعض مضطرا علي تغييب إرادته وحقه في حرية التعبير بل أنه قد دفع دفعا ليصبح اسيرا او سجينا او مغلولا بلقمة العيش والهموم وقسوة الحياة . .
ولكن رد عليه اخر قائلا .. إن المسألة لا تكمن في كل ذلك فحسب إنما تكمن في مستوي التعليم والفكر والثقافة والوعي
والفهم الصحيح للحقوق والواجبات .
.
وإذا بأحدهم يرد ضاحكا .. يا رجل هناك من هم علي قدر كبير من التعليم والثقافة والوعي . وعلي الرغم من ذلك خانوا أمانة الكلمة والضمير من اجل منافع شخصية .
. وإن كنت أري من وجهة نظري المتواضعة ان المسألة كلها تكمن في الصراع الداخلي في النفس البشرية بين قوة الإرادة والتي تغلفها المباديء والقيم وبين حالة الضعف والخضوع والإستسلام وعدم القدرة علي التحمل والمواجهة .. والانتصار في الصراع لهذا او ذاك يختلف من شخص لأخر .
. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بجدية . هل من المفترض ان يتعرض الإنسان لهذا الصراع وعليه ان يعاني مرارة الإختيار ؟؟ ام انه من الواجب ان تتوفر للإنسان كل سبل العيش الكريم والحرية والراحة النفسية ليصبح قراره في التعبير عن رأيه نابع من كامل إرادته طبقا لما يمليه عليه ضميره وللمسئولية الأدبية والإجتماعية الملقاه علي عاتقه .